عن موضوع الشيخ رضا/سيد أحمد ولد التباخ

أحد, 24/02/2019 - 17:30

حياكم الله,
عن موضوع الشيخ الرضا:
1- اواسط التسعينات تم افتتاح المكتب التجاري لفضيلة الشيخ علي الرضا (حفظه الله وقضى ديونه), وكان مكتبا تجاريا عاديا ينفق منه الشيخ على اعمال البر التي نشأ عليها,
2- مع مجيء الرئيس عزيز الى السلطة كانت للشيخ الرضا حظوة لدى الرئيس وعلاقة خاصة بابنه (شهيد العمل الخيري) "احمدو ولد عبد العزيز" تغمده الله بواسع رحمته,
3- بدأ تضخم العمل في مكتب الشيخ التجاري حين تطور الى السوق العقاري الفخم بعد ان كان بعيدا عنه نسبيا,
4- دخل بعض السماسرة المقربين من الدوائر العليا في الدولة على الخط, ثم انضم اليهم بعض ناشطي عصابات "شبيكو" الذين ضيق الامن على نشاطاتهم,
5- كانت هناك بعض المبالغ المالية الخرافية اختفت من المال العام خلال السنين الماضية, وكان لا بد من تبييضها عبر تحويلها الى اموال منقولة,
6- تم التعامل مع احد رجال الاعمال الكبار في اطار صفقة ثلاثية الابعاد تتشكل اساسا من:
   أ) الجهات العليا
   ب) المكتب التجاري للشيخ
   ج) رجل الاعمال المذكور,
وكانت العملية تتم على النحو التالي:
    * يقوم المكتب التجاري بشراء عقار بمبلغ 20 مليون (مثلا) بينما تكون قيمته الحقيقية 5 ملايين فقط,
   * 90 بالمائة تقريبا من المشترين هم من سماسرة الجهات العليا, حيث تم تبييض المال السائل المنهوب من الخزينة العمومية للدولة,
    * لاحقا وبعد عدة عمليات من هذا النوع يتم منح صفقة في شكل مشروع لرجل الاعمال المذكور من طرف الدولة تغطي ديون الشيخ وارباح رجل الاعمال وتكاليف المشروع,
[ماذا يستفيد هذا الثلاثي]
- تستفيد الجهات العليا بالحصول على اهم عقارات انواكشوط بثمن بخس,
- يستفيد رجل الاعمال المذكور من ارباح كبيرة من الصفقة,
- يحصل فضيلة الشيخ على ربح هو فارق السعر الذي تسلمه عند بيعه العقار, بينما يتم دفع الفارق من خلال الصفقة. 
7- بعد ان مرت المرحلة الاولى لهذه العملية بنحاج كبير, وتم تسديد مئات الملايين لدائني الشيخ, استغل بعض وكلائه هذا الغطاء, وانضمت اليهم افواج عصابات شبيكو وكل سمسارة العقارات تقريبا,, ثم وفي ظاهرة هلوسة او هيستيريا جماعية انضمت الى الجميع ارتال ومجاميع الشعب الموريتاني فاغرة افواهها فاتحة شهيتها على كل مصاريعها, واصبح مكتب الشيخ محجا لكل من يمتلك شبرا من الارض ويريد ان يحصل من ورائه على غنى الدهر, فتشكلت خلايا عنقودية من السماسرة والانتهازيين شملت كل الحرفيين و"امكاطيع انعايل" بالاضافة الى سماسرة العقارات العاديين الذين انضموا الى العملية كما اسلفت, وتطور الامر الى حد اكتتاب مراسلين في القبائل والعشائر والمدن والقرى والارياف بحثا عن اي شخص يمتلك مترا مربعا لتشجيعه على بيعه بثمن خيالي, (لاحقا تطور الامر الى سوق السيارات, وقبيل انفجار الوضع واغلاق المكتب كانت هناك خطط جاهزة لتوسيع النشاط ليشمل الماشية ايضا, وقد ارسلوا بالفعل بعض مراسليهم ومندوبيهم الى الشرق الموريتاني حيث المخزون الاستيراتيجي للبلد من الماشية,
8- لم يكن لفضيلة الشيخ اي علم بتفاقم الوضع الى هذا المستوى, ووصول الدين الى هذه الارقام الخيالية, فهو قد وضع ثقته في اشخاص من اقاربه ومقربيه, وربما لم تكن لبعضهم نوايا سيئة في توريط الشيخ, لكن اغلبهم إما ضعف امام المغريات الكثيرة وألاعيب عصابات شبيكو المحترفة, وإما كان يتصور عن حسن نية ان الديون سيتم قضاؤها مهما بلغت, كما حدث مع كمية الديون السابقة,
9-  كان فضيلة الشيخ ينفق بسخاء (سخاء فطري وليس مفتعل) على آلاف اليتامى والارامل والمساكين, وكان يتصور ان مداخيل المكتب تغطي ذلك, وكانت طريقته مع وكلائه بسيطة: سلموا لفلان مبلغ كذا, سلموا لفلانة مبلغ كذا, مولوا النشاط الفلاني,,, الخ ولم يحدث ان اخبره احدهم ان هناك بعض نقص في السيولة لديه, وهو كان يضع ثقته التامة فيهم, ولا يفكر في انهم قد يورطوه الى هذه الدرجة,
10- لا استطيع ان أعمم, ومع ذلك يكفي للتدليل على ان من بين هؤلاء من كان لصا ومخادعا وغشاشا انه حين طلب الشيخ منهم حصر كل ممتلكاتهم من عقارات فخمة وسيارات فاخرة وبيعها للمساعدة في قضاء جزء من الديون, قاموا اما ببيعها بسرعة شديدة او تحويل ملكياتها الى زوجاتهم او ابنائهم او بعض اقاربهم غير المتهمين,
11- حاول الرئيس عزيز (الذي لا يمتلك ساعتها صورة كاملة عن حجم الديون) التدخل لانقاذ فضيلة الشيخ, وتم ايكال الامر فعلا الى بضعة رجال اعمال من مقربيه (قيل انهم سيقضون ديون الشيخ مقابل حصولهم على الرخصة المعدنية), وقام هؤلاء فعلا بوضع ايديهم على المكتب التجاري وبدأوا تحديد جدول زمني لقضاء الديون, لكنهم فوجئوا بحجمها الكبير الذي فاق اكبر تقديراتهم باضعاف مضاعفة, فقرروا الانسحاب,
12- بقيت لدى فضيلة الشيخ تلك الرخصة فعلا, لكن تسويقها لم يؤت باي فائدة, فالمعدن يقع في مكان بعيد, ومشكلته الاساسية هي غياب اي بنية تحتية (خصوصا في مجال النقل) قادرة على حمله الى ميناء التصدير, فلا سكة حديد هناك ولا طرق سريعة  ولا حتى طرق تستطيع استيعاب شاحنات النقل العملاقة في انسيابية ويسر,
13- فضيلة الشيخ الآن في ورطة حقيقية, ورغم ان آخر شيء قد يتهم به هو التلصص او الاحتيال, الا ان العصابة المحيطة به وعصابة شبيكو التي ورطتها معها هي المسؤولة اخلاقيا عن كل ما حدث (ولا انفي مسؤولية الشيخ القانونية لان المعاملات تمت باسمه), لقد خانت هذه العصابة ثقة الشيخ, وخانت امانته, ومرغت اسمه وسمعته الارض, وألبسته لبوس المحتال, ويعلم الله انه رجل كريم, شهم ونبيل, صافي السريرة, سليم النية, لا يعرف المكر ولا الخداع,,
اخيرا,
- على المحيطين بالشيخ ان يعيدوا الممتلكات التي تحت ايديهم علها تساعد في دفع جزء من ديون الشيخ,
- على ارتال الانتهازيين الطامعين في الربح الفاحش ان يتنازلوا عن بعض ديونهم, وان يقبلوا سعر عقاراتهم الحقيقي مضافا اليه المبالغ التي استلموها عند البيع (يدفع المكتب التجاري للشيخ عادة مبلغا من المال لأي بائع فور توثيق العملية),
- الجماعات التي تسعى الآن لاستعادة عقاراتها من ملاكها الحاليين هي مجموعة من الاشخاص ورطها بعض نافذي وكبار اعضاء نادي الدائنين في محاولة منهم لزعزعة الامن العام كوسيلة للضغط على الحكومة حتى تتدخل,, ليس معقولا ان اشتري عقارا من شخص ثم ياتي شخص - كان قد امتلكه ذات يوم ثم باعه - ليطالبني به,, هنا يحق لي شرعا الدفاع عن مالي والقتال دونه كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,
- شخصيا لا ارى حلا للقضية في الافق القريب, فالدولة لا تكترث ولن تتدخل الا بطريقة امنية حين تحدث اعمال الشغب, والشيخ لا يمتلك ما يدفع به عشر هذه الديون (رغم انه يسعى جهده لقضائها), وارتال الانتهازيين الذين باعوا عقاراتهم باضعاف اضعاف ثمنها الحقيقي لن يعفوا, ولن يتركوا احلامهم في كسب الملايين تذهب هباء.
أتضرع الى الله عز وجل ان يقضي ديون فضيلة الشيخ علي الرضا من فضله الجزيل, وديون كل المسلمين والمسلمات, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قولوا: آمين.
#تباخيات

من صفحة المدون والصحفى البارز  على افيس بوك سيد أحمد ولد التباخ 

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2338301356229048&id=10000147...