مسيرة العبث /د ديدى ولد السالك

أحد, 03/03/2019 - 14:38

مسيرة العبث.
ما ابعدنا  في موريتانيا عن ثقافة المؤسسات وقيم الدولة.
عند شروع ولد عبد العزيز في مبادرته القاضية بتشكيل لجنة مكلفة بإصلاح حزب " الإتحاد من أجل الجمهورية"  -حزب السلطة- 
قلنا في حينها: أنها  ستكون أكبر عملية عبثية في تاريخ الدولة الوطنية الموريتانية؛ وذلك لعدة اعتبارات:
أولها أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز  في السنة العاشرة والأخيرة من سنين حكمه؛ وليس من المعقول التفكير في الإصلاح وهو يستعد للرحيل؛ 
لأنه لو كان يفكر في الإصلاح أو يمتلك رؤية له؛ لكان شرع فيها عند وصوله للسلطة. 
ثانيها: ان التجربة السياسية في موريتانيا؛ قد بينت ان أحزاب السلطة تتلاشى مع رحيل الرئيس  الذي تولى تأسيسها؛ وليست تجربة "حزب الشعب" في عهد الراحل المختار ولد داداه ؛ وتجربة "هياكل تهذيب الجماهير" في عهد ولد  هيداله؛ وتجربة "الحزب الجمهوري " في عهد حكم ولد  الطايع؛ عنا ببعيد.
وثالثها: أن الدولة الموريتانية تشهد جفافا ماحقا؛ من المفروض أن تتفرغ له كل أجهزة الدولة؛ وتحشد له كل الإمكانيات البشرية والمادية؛ لمواجهته أو التخفيف من آثاره.
واليوم نشهد ويشهد ضيوف العالم؛ الذين تمت دعوتهم لحضور مؤتمر حزب "الإتحاد من أجل الجمهورية" ؛ إلى جانب مناديل الحزب البالغ عددهم 2000؛ أن تلك العملية كانت استكمالا لمسيرة العبث؛ التي بدأت صيف 2008؛ بقتل الجنرال محمد ولد عبد العزيز؛ لحلم الديمقراطية الموريتانية وتدمير ما هو موجود من هياكل الدولة فيها؛ لتختتم باقامة مؤتمر صوري؛ لتشيع " جثمان" حزب "الإتحاد من أجل الجمهورية"؛  والاعتراف ضمنا؛ بأنه كان أكبر كذبة في العشرية الأخيرة؛ على غرار كل مشاريع الأوهام؛ التي تم الحديث عنها كثيرا خلال عشرية النهب والعبث بموريتانيا شعبا ووطننا

من صفحة الدكتور فىافيس بوك