مستقبل شركة اسينم مرهون بعملية شد الحبل بين الإدارة والعمال /د يربان الحسين

أربعاء, 01/05/2019 - 17:43

 

مع استمرار رفض العمال للمبررات التي قدمتها إدارة الشركة مؤخرا حيال رفضها المؤقت لتلبية مطالبهم المشروعة، بدأت تطفو على السطح  بوادر تصعيدية قد تقود إلى تأزيم شديد للأوضاع  في الشركة.

العمال اتبعوا مؤخرا أسلوب تصعيدي جديد تمثل في تقليص الإنتاج اليومي  في مصنع گلب الغين 1 و2  لكن هذا التصعيد جاء  في فترة زمنية كان يجب مضاعفته فيها لتمكين الشركة من ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث  كان يجب  إنتهاز الفرصة الثمينة المتمثلة في نقص الامدادات عالميا لتعزيز حصة الشركة  في السوق الصينية الأكبر عالميا، التي كانت قد خرجت من الأزمة بخسارة حوالي 20% منها، حيث انخفضت صادراتها إلى الصين من حوالي 10 مليون طن سنة 2014 إلى حوالي 8 مليون و500 ألف سنة  2018، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان يجب زيادة الإنتاج، وبالتالي زيادة الصادرات لتعزيز الإيرادات المالية في فترة يصل معدل الأسعار فيها للخام القياسي حوالي 90 دولار للطن، وعليه فإن استعادة اسنيم لحصتها في السوق الأكبر عالميا بل وحتى زيادتها هو ما كان يجب العمل على تحقيقه في هذه الفترة الحساسة خاصة إذا علمنا أن صادرات الخام البرازيلي بلغت في مارس المنصرم 22.18 مليون طن ، بانخفاض 26 ٪ مقارنة  بنفس الفترة من عام 2018.

والأخطر من ذلك كله أن عملية شد الحبل بين الإدارة والعمال باتت تضع الشركة بين خيارين أحلاهما  مُر، وبالتالي حرمتها  من التفكير في التغيير وما يتماشى مع الوضعية الجديدة للسوق العالمي لخامات الحديد، الذي أصبح يأتي كل يوم بجديد.
    
في اعتقادي أن أول خطوة على طريق إصلاح الشركة هي مشاركة المعلومة والصدق مع العمال لتحفيزهم على العمل بكفاءة وفعالية، وتشجيع الأطر على التفكير الإبداعي الابتكاري، فلا يجب أن يعرف العامل البسيط كيف ينتج المادة الخام فقط بل كيف تباع؟ وبكم تباع؟ و لمن تباع؟ وعن طريق من تباع؟ ومن ينافسنا؟ وبما ينافسنا؟ 
إن تطوير الشركة، وإعادة هيكلتها أصبح ضرورة حتمية، ونظام إدارة الثكنات العسكرية للمستعمر الفرنسي البغيض الذي ورثته الشركة، ومازالت متمسكة به لم يعد يصلح لإدارة الجيوش في القرن 21 فما بالكم بإدارة الشركات.

العمال وقفوا مع الشركة في أحلك الأوقات فهل ستقف معهم في أصعب اللحظات ؟؟
المجد للعمال - --- عيدكم سعيد وكل عام وأنتم بألف خير !