كرسي الرئاسة اختبار وابتلاء /سيدى محمد ولد بوبكر

اثنين, 20/05/2019 - 21:34

 

يظن البعض أن المسؤولية،أيا كانت هذه المسؤولية صغيرة أم كبيرة،وجاهة وعظمة وأبهة واستقبالات رسمية على سجادات وردية. ةيظنون ظن السوء أنها مكاسب دنيوية،وخطب ووعود وعهود وقتية،يتبعها تصفيق بألف سلام وألف تحية.ونسوا أنها أمانة، وأنها يوم القيامة خزيٌ وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.
كرسي الرئاسة أمام الله وأمام الناس تكليف لا تشريف. هو كالدَّيْنِ، همٌ بالليل وذل بالنهار . كيف يهنأ أي حاكم  بلذاته، وأمامه وخلفه وعن يساره ويمينه عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل، وعشرات الآلاف من المرضى الذين لايجدون ثمن العلاج ،وإن وجدوا فأدوية مزورة وأطباب عاجزة، كيف يهنأ وعشرات الآلاف تحت خط الفقر، ومثل ذلك أميون لايقرأون ولا يكتبون. وقلة تسكن القصور والباقي أو جل الباقين يفترشون أرض القبور .
أين نحن من قوله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون " 
يروى عن عملاق الإسلام الفاروق عمر:
أن زوجته دخلت عليه عقب توليه الخلافة فوجدته يبكي، فقالت له: 
ألشيء حدث؟ 
قال: لقد توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. ففكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهول والمقهور والمظلوم والغريب والأسير والشيخ الكبير .. وعرفت أن ربي سائلي عنهم جميعاً.. فخشيت.... فبكيت . 
تلك هي الخشية من هذا التكليف أمام الله يوم العرض والحساب .

سيدي محمد بوبكر
والله ولي التوفيق