غزوانى واركيز وقصة اجتماع ولد احمدو نهاية زمن المبادرات وتكريس الاجماع الوطني

خميس, 28/11/2019 - 22:32

غزواني و الركيز و قصة اجتماع ولد أحمدوا 
نهاية زمن المبادرات و تكريس الإجماع الوطني

المستجدات السياسية المحلية و الوطنية تتلاحق بوتيرة سريعة و مفاجئة ..السياسي المخضرم عبد الله السالم ولد احمدوا و ابنه عمدة الركيز محمد ولد أحمدوا يتنازعان مع احمد ولد خطري زعامة دعوة لحضور اجتماع في الركيز لإطلاق مبادرة جديدة داعمة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني 
الجديد ربما هذه المرة ليس في الدعوة لهكذا مبادرات واجتماعات اعتاد عليها الموريتانيون مع ظهور كل نظام سياسي جديد و عندما يعبر البلد بعض المنعطفات و الأحداث الهامة 
الجديد هو في تحفظ اغلبية الفاعلين السياسيين في المقاطعة من نواب وعمد  وفاعلين سياسيين من العيار الثقيل على هذه المبادرة و رفضهم الحضور  لأسباب كثيرة منها :
١- الدعوة لهذه المبادرة تمت دون تشاور و تنسيق مع النواب و معظم الفاعلين السياسيين في المنطقة و عكست "انتهازية سياسية" و أساليب أصبحت متجاوزة مع المسحة الأخلاقية التي يضفي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الحياة العامة لان مثل هذه المبادرات تكرس التشرذم و الانقسامات السياسية و المجتمعية و لا يظهر العهد الجديد أي رغبة في استمرارها   
٢-المبادرة لا تنسجم مع روح الإجماع السياسي و التوافق الذي يميز نهج الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و قال لي أحد النواب "لا يمكننا أن نكرس الانقسام في المقاطعة و نقوم بترحيل الأزمات و الخلافات السابقة إلى واقعنا الجديد اليوم في اليوم الذي يجمع فيه رئيس الجمهورية جميع الفرقاء السياسيين و ممثلي مختلف مكونات البلاد العرقية و السياسية على منصة واحدة في ذكرى عيد الاستقلال الوطني المجيدة تكريسا لسياسة و نهج جديد شرع فيه منذ أن قدم نفسه كمرشح إجماع وطني نال ثقة غالبية الشعب الموريتاني
٣- في الظرفية السياسية الحالية يبدو  توقيت المبادرة غير مناسب .. دعم الشرعية الجمهورية و الحزبية في الوقت الأنسب وبالطريقة الأنجع  لم يتقاعس عنه النواب عندما وقعوا على البيان الداعم لمرجعية رئيس الجمهورية و وقفوا بحزم وفعالية مع الشرعية الحزبية و الدستورية في الوقت الذي تردد فيه العمدة في حضور اجتماع مماثل للعمد فيما حضر العميد إلى مقر الحزب لتجديد الولاء و البيعة للرئيس السابق معتقدا أن ميزان القوى العسكري و السياسي سيميل لصالحه وقد خانه حدسه السياسي هذه المرة وهذه محاولة لتعويض الوقت الضائع.
يبقى سؤال اخير: هل سيسعدنا الرئيس الجديد في ظل الإصلاح بالقضاء على "المبادرات" والمبادرين المتملقين كتعبير عن المواقف السياسية وإيجاد تعبير ارقى وأكثر مصداقية. 

محمد الحسني