جريمة قمع الطلاب /اكس اكرك

جمعة, 25/10/2019 - 02:00

 

ليست هذه الصور من الانتفاضة الأولى ولا الانتفاضة الثانية في غزة..
الجرحى ليسوا فلسطينيين والجلادون ليسو إسرائيليين..
إنها قوات أمننا الباسلة تقمع الطلاب وما نقموا منهم غير أنهم طالبوا ببعض حقوقهم المشروعة.

يستغرب البعض قمع الطلاب بهذه الوحشية وبحضرة نواب الشعب وتحت أعين الكاميرات
لقد مرد الوزير سيدي ولد سالم على احتقار الطلبة فمنع التسجيل بحجة السن وهو قرار مناف للدستور..
وقطع منح الطلاب فعضهم البرد بنابه على جبال الأوراس الباردة وفي أزقة وهران البالية، وعلى مقاعد مقاهي الحي البحري بصفاقس، وعلى ضفاف قناة الصرف الصحي بداكار ، دون أن يصرف لهم درهما ولانقيرا.

وسيدي ولد سالم الذي يتباهى بأنه صنيعة فرنسا ، عضه الجوع في بلاد فكتور هيگو و بؤسائه ، فآلى على نفسه أن يذيق كل طالب علم تلك العضة.
وكان يسعه أن يتأسي بالشاعر القديم:
لعمري لقدماً عضني الجوع عضة :: فآليت ألا أمـنـع الدهـر جـائـعـا
و ماذا تـرون الـيـوم إلا طبيعة :: فكيف بتركـي يا بن أم ، الطبائعا؟
حقا من الصعب ترك الطبائع خاصة (طبائع الاستبداد) فلكل امرئ طبعه وحقوق الطبع محفوظة.

لم يكتف ولد سالم بالمنع والقطع بل أضاف خُلقا ثالثا هو القمع
فجلب الزبانية لقمع الطلاب فساموهم سوء العذاب.
ذات قمع سئل سيدي ولد سالم:
لماذا تبطشون بالطلاب وتقمعونهم وهم يقومون باحتجاجات مشروعة وسلمية.
فأجاب:
إنهم ليسو سلميين بيهم اللي ضربوا "مُحَرِّك" الحافلة واعتداو اعليه..
يقصد بـ (المحرك)  الشخص الذي يقود الحافلة!

يبدو أن قدر الطلاب أن يظل سيدي هو وزيرهم 
ذات اجتماع لمجلس الوزراء اقترح وزير المالية مديرا جديدا للضرائب فقطع الرئيس معاوية ولد الطايع  الطريق في وجهه قائلا:
نو نو.. الضرائب بيجل بيجل الضرائب..
وكأن لسان حال عزيز ومن بعده غزواني في تمسكهم بولد سالم:
 يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلَومُهُمْ :: وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ

 قبل أشهر تم تداول تسجيل صوتي للفتى عبد الله ولد أغشممت وهو يغني بمقطع من المديح النبوي وتم تداوله على أنه بصوت الوزير سيدي ولد سالم.
قلت لهم إن سيدي غربي الهوى ليس ذلك ديدنه ، فليس  من جمال بني أقيشٍ
يُقعقع بين رجليه بشنّ
وكما قال سيد أحمد الكنتي حين سمّوا عليه (گلبا) صخريا بني اللون (اگليبْ سيد أحمد) فأجابهم:
آن اگليبي أكحل من ذاك. 
حتّ سيدي أنصْرَ من ذاك.

قمع الطلاب جريمة والسكوت عن إدانته جريمة أكبر..

حين سمعت أمس خطاب تنصيب الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيّد عظم في عيني الشعب التونسي ، فالشعب هو الرقم الصعب في المعادلة التونسية.
أما شعبنا فهو صفر على الشمال ، وذلك حال الشعوب الخانعة تصبر صبر الحمار الذي سئل مرة عن صبره إلى أين يصل فأنشد:
 فإما أن أموتَ أو المُكاري :: وإما ينقضي هذا الطريق

كامل الظلم