يحتضن متحف اللوفر الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، نحو 17 ألفًا و500 قطعة أثرية من روائع الفن الإسلامي، ضمن مجموعة هي الأكبر من نوعها حول العالم.
المتحف، الذي يبلغ مجموع الآثار المعروضة فيه حوالي 35 ألفًا، استقبل العام الماضي 8.1 مليون زائر.
ويعود تاريخ الآثار الإسلامية المعروضة في المتحف إلى الفترة بين القرنين السابع وأواسط التاسع عشر الميلادي.
ومن أبرز الآثار المعروضة فيه، بلاط يعود للسلطان العثماني سليم الثاني في مسجد آيا صوفيا بإسطنبول، والذي أُخرج من تركيا بطرق غير شرعية فيما مضى.
وتواصل وزارة الثقافة والسياحة التركية مبادراتها لاستعادة البلاط المذكور، والذي سُرق خلال فترة الترميم عام 1890.
ويعود افتتاح قسم الآثار الإسلامية بمتحف اللوفر إلى عام 1905 عندما تم تخصيص مساحة صغيرة في المتحف لهذا الغرض.
وعقب الحرب العالمية الثانية (1945) زادت أعداد الآثار الإسلامية، ما دفع القائمين على اللوفر إلى تخصيص قسم أكبر للآثار الإسلامية.
وفي عام 2003 تم تخصيص قسم خاص أكبر للآثار الإسلامية ضمن المتحف، واستمرت أعمال بناء هذا القسم بين عامي 2008 – 2012، ليتم افتتاحه بعدها رسمياً بحضور الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسو أولاند.
وعند مدخل قسم الآثار الإسلامية، وضعت صورة للجامع الأموي بالعاصمة السورية دمشق، إلى جانب مقطع مصور يُعرّف بالمتحف وبالقسم المذكور.
وفي القسم نفسه يوجد سيف السلطان العثماني سليمان القانوني (1520 – 1566) إضافة إلى قطع البلاط الإزنيقي.
ومن بين الآثار الأخرى التي تحظى باهتمام كبير في هذا القسم، وعاء يعود للعهد المملوكي وصُنع في الفترة بين عامي 1320-1340 للميلاد.
ويتميز هذا الوعاء بأنه القطعة الأثرية الوحيدة حول العالم التي تضم 6 توقيعات تعود لصانعيها.
وفي حديثه للأناضول، قال منسّق قسم الآثار الإسلامية في متحف اللوفر، يانيك لينتز، إن ما يُعرض في هذا القسم يشكّل جزءاً من الثقافة العالمية.
وأضاف أن القطع الفنية الإسلامية باتت جزءًا من الثقافة الفرنسية في عهد مبكر، عندما كان لويس الرابع عشر يجمع قطعاً منها ويضمها لمجموعته الخاصة.
وأوضح “لينتز” أن المجموعة التي تضم القطع الفنية والآثار الإسلامية في متحف اللوفر، تعد الأكبر من نوعها حول العالم.
وأشار إلى أن القسم المذكور افتُتح بدعم من رؤساء فرنسا المتعاقبين على الحكم، مبيناً أنه لعب دوراً كبيراً في إظهار الوجه الحقيقي للإسلام عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلدان الغربية مؤخراً.
وتابع: “لاحظنا انخفاضًا في أعداد زوار المتحف عقب الاعتداء الإرهابي الذي استهدف باريس عام 2015. إلا أننا حصلنا على رسائل إيجابية من زوار القسم. إذ أن الاشتغال بالفن الإسلامي في يومنا هذا، يعني في الوقت ذاته مكافحة الأحكام المسبقة تجاه الإسلام.”
وحول إعادة قطعة البلاط المسروق من قبر السلطان سليم الثاني، قال مسؤول القسم إنه يتابع المستجدات في هذا الخصوص منذ عام 2003، مبيناً أن حلها بين رئيسي البلدين.
وأردف: “أحب تركيا كثيراً، وأرغب في العمل مع هذا البلد. وأقترح على المسؤولين الأتراك إجراء أبحاث حول كيفية خروج قطعة البلاط من تركيا وشرائها من قبل متحف اللوفر. هذا ليس مقترحًا سياسيًا، بل من قبل شخص يكن المحبة لتركيا”.
وذكر أن قطعة البلاط هذه حظيت بإعجاب حوالي 8 ملايين زائر ترددوا على المتحف العام الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن متحف اللوفر يعد أشهر المتاحف الفنية في العالم وأكثرها أهمية.
وقبل أن يتحول اللوفر إلى متحف، كان عبارة عن قلعة بنيت عام 1190م، من قبل فيليب أوغوست، ثم تحولت القلعة إلى قصر ملكي أطلق عليه اسم قصر اللوفر.
وقد سكنه لويس الرابع عشر، وهو آخر ملوك فرنسا، وكان مقرًا دائمًا بالنسبة له، ومن ثم انتقل منه إلى قصر فرساي.
وبعد أن غادره لويس الرابع عشر، أصبح اللوفر مقراً للمنحوتات والتحف الملكية، عام 1692م.
و افتتحت أول صالة عرض في اللوفر عام 1699م.