محمد بن سلمان أحكم قبضته على هيئة البيعة
قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن عضوا ثانيا في هيئة البيعة السعودية، جرى اعتقاله، كجزء من حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد محمد بن سلمان، وطالت عمه أحمد بن عبد العزيز وولي العهد السابق محمد بن نايف.
وأوضح في تقرير ترجمته "عربي21" أن الأمير المعتقل هو محمد بن سعد آل سعود ، ابن سعد بن عبد العزيز، الأخ الراحل للملك سلمان. وأشار إلى أنه انضم إلى نحو 20 أميرا، اعتقلوا ليلة الجمعة الماضية.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها، إن منصور الشلهوب، مدير المكتب الخاص للأمير أحمد بن عبد العزيز، قيد الاعتقال.
وقال إن عضوا ثالثا في هيئة البيعة، جرى استجوابه، وهو سعود بن نايف، الأخ الأكبر للأمير محمد بن نايف وهو والد وزير الداخلية، لكنه أخلي سبيله لاحقا.
وكان "ميدل إيست آي"، كشف عن خطة ولي العهد لتثبيت نفسه كملك، في الوقت الذي لا يزال والده على قيد الحياة، قبل قمة العشرين المقرر عقدها في الرياض في تشرين ثاني/نوفمبر المقبل.
وبحسب الموقع، فإن خطوة مثل هذه تتطلب موافقة هيئة البيعة.
وقال إن نمط الاعتقالات، يؤكد ما ذكره الموقع البريطاني، نقلا عن مصادر مطلعة من أن محور عملية الاعتقالات، هو هيئة البيعة، وليس عملية انقلاب مزعومة.
وأضاف: "دور الهيئة في مخطط ابن سلمان من شقين، الأول، هو إعلان الملك سلمان، الذي يعاني الخرف ولم يعد قادرا على أداء واجباته كملك، وبمقدور المجلس منح سلطته التي تخلى عنها طوعا لابنه، وبذلك يصبح ولي العهد محمد بن سلمان ملكا".
وقال "ميدل إيست آي": "عندما غادر الأمير أحمد منزله في لندن، بضمانات من جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، والمخابرات البريطانية الخارجية (أم آي 6)، بأنه لن يعتقل حال عودته للسعودية، كان الهدف منع ابن أخيه من الصعود للعرش دستوريا، باستخدام الصلاحيات المخولة له للقيام بذلك".
أما الشق الثاني من الخطة، "فهو الموافقة صعود ولي العهد، من بين 3 مرشحين يعرضهم الملك، وبالتالي فإن إزالة جميع الأصوات المعارضة، أمر أساسي لخطط محمد بن سلمان للاستيلاء على العرش".
ولفت الموقع إلى الوضع الحالي، لحالة الخرف التي يعاني منها الملك سلمان، وتتضارب فيها التقارير.
وأوضح أن الملك تلعثم في خطاباته في قمة الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، وشرم الشيخ، في فبراير من العام الماضي، وكان عليه أن يسأل أحد المساعدين عما إذا كان قرأ الفقرة الأولى.
وأشار إلى أن محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كان الملك السعودي فيها غير قادر على الإجابة على الأسئلة، أو الدخول في نقاش، وكرر فقط الكلمات التي كان يقرؤها من نص.
ورغم ذلك بحسب الموقع، زعم وفد كويتي التقاه العام الماضي، أن الملك يستطيع التحدث بحرية معهم.
وكشف الموقع البريطاني، أن أحدث تقييم طبي للملك "أظهر أن مستوى الخرف ازداد سوءا". وقال مصدر مطلع على حالته: "لا يدرك تماما ما يحدث، يكرر نفس الجملة، وينسى ما قاله أو ما قاله الآخرون قبل دقائق قليلة، ولا يمكنه التركيز".
ولفت "ميدل إيست آي" إلى أن المسألة الأخرى هي مدى حريته في العمل بشكل مستقل عن ابنه، الذي يحكم السيطرة على حراسه الشخصيين، ويمثل حارس البوابة لوالده، حتى أنه استبعد صديقا كان الملك يحب لعب الورق معه، بحسب مصدر مطلع على الأمور الداخلية بالديوان الملكي.
وشدد على أن اعتقال الأمراء أحمد ومحمد وابن سعد، فضلا عن استجواب سعود بن نايف والاعتقال السابق للأمير متعب بن عبد الله، يعني أن ما مجموعه أربعة من أعضاء هيئة البيعة، جرى تحذيرهم.
ونتيجة لهذه الحملة، فإن هيئة البيعة تخضع بالكامل لسيطرة محمد بن سلمان.