مسارات جديدة من المرتقب أن ترسمها رمال الصحراء في تدبير العلاقات المغربية الموريتانية؛ فمباشرة بعد عملية الكركرات، ينتظر لقاء قادة البلدين لبحث ملفات عديدة، يتقدمها دون شك الوضع الإقليمي والتطورات الأخيرة في المنطقة.
وشكل استعداد الملك محمد السادس لزيارة موريتانيا نقطة تحول جديدة في مسار تحرير معبر الكركرات، خصوصا بعد التأييد الذي شهدته العملية على مستوى المنطقة، وبقاء الجزائر معزولة بمواقفها التقليدية من النزاع حول الصحراء.
ولم تتمكن الجزائر، رغم مساعيها الدائمة بخصوص ضمان سلبية الموقف الموريتاني، من ضمانه على الأهواء الانفصالية هذه المرة، وهو ما أكده وقوف الجار الجنوبي على مسافة الحياد الصامت، رغم الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحقه.
ومن شأن تغليب المعطيات الاقتصادية بين الطرفين ضمان مزيد من سلاسة الموقف الموريتاني بشأن الصحراء، خصوصا وأن الأسواق المحلية تضررت بشكل كبير جراء توقف حركة الشاحنات الناقلة للمواد الأساسية ومختلف البضائع.
الدكتور حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، أورد أن العلاقات المغربية الموريتانية تكتسي أهمية بالغة الحساسية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أيضا، مسجلا أن الاتصال بين القيادتين له أبعاد استراتيجية عديدة، خاصة بعد الأحداث المتسارعة التي تعرفها قضية الصحراء.
وبالنسبة لبلوان، فالتنسيق بين البلدين لم ينقطع رغم بعض الفترات الباردة التي تسبب فيها الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، ويظهر هذا جليا في عملية الكركرات الأخيرة التي قام بها الجيش المغربي بتنسيق تام مع الجيش الموريتاني وقوات المينورسو.
وذلك أكسبها، وفق المصرح لهسبريس، بعدا إقليميا رغم أنها تهم الحدود بين البلدين الجارين؛ فموريتانيا بلد معني بقضية الصحراء يتراوح موقفه تاريخيا بين الحياد السلبي والحياد الايجابي حسب علاقاته الاستراتيجية مع المغرب أو حسب الضغوط التي تمارسها عليه الجزائر.
وسجل المتحدث أن الزيارة تأتي لتمتين العلاقات مع الجارة الجنوبية الشقيقة، ثم للتنسيق على أعلى مستوى من أجل البحث عن حل سياسي لهذا النزاع المفتعل، الذي لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة موريتانيا باعتبارها بلدا معنيا بصفة مباشرة.
كما أن الزيارة تروم ثالثا "قطع الطريق أمام الإغراءات والضغوط الجزائرية على الجمهورية الإسلامية الموريتانية"، يقول الدكتور حسن بلوان، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين ستظل دائما متقدمة واستراتيجية مهما تدخلت الأطراف الإقليمية للتأثير عليها، وهذا ما تحاول أن تشير إليه المبادرة الملكية بالاتصال بالرئيس الموريتاني.
هسبريس المغربية