
الناه بنت مكناس... حين يُهاجم الصدق وتُستهدف الكفاءة
في عالم السياسة، قليلون هم من يواصلون أداءهم بضمير وهدوء وثبات دون أن تغريهم الأضواء أو تسقطهم الحسابات الشخصية. ومن بين هؤلاء القلّة، تبرز الناه بنت مكناس، كواحدة من الشخصيات النسائية القليلة التي دخلت معترك السياسة من بابه الواسع وخرجت منه مرفوعة الرأس، نظيفة اليد، ثابتة الموقف.
لكن كما هي العادة، فإن النجاح لا يُغفر في هذا المناخ، والصدق يُستهدف، والكفاءة تُهاجَم، خاصة حين يتعلق الأمر بامرأة سياسية قوية، وذات حضور وطني مؤثر.
بين الكفاءة والتشويه: محاولة لإسكات الصوت الهادئ
الناه بنت مكناس، التي خدمت الوطن في عدة مواقع وزارية، وأدارت ملفات حساسة، وعرفت كيف تمثّل موريتانيا في المحافل الدولية والإقليمية، تتعرض من حين لآخر لحملات تشويه لا تستند إلى أي أساس واقعي.
حملات لا تُمثل إلا حالة فزع من حضورها السياسي النظيف، ومحاولة لإبعادها عن مواقع التأثير التي لم تستخدمها يومًا لمصالح شخصية، بل دائمًا لصالح الوطن، والحوار، والاعتدال.
والسؤال الذي يجب أن يُطرح هنا:
> ما الجريمة التي ارتكبتها الناه بنت مكناس؟
هل لأنها لم تدخل في صراعات العبث؟ أم لأنها لم ترفع شعارات زائفة؟ أم لأنها رفضت التورط في صفقات مشبوهة؟ أم لأنها امرأة أثبتت أن النزاهة لا تتعارض مع القوة؟
الناه: مدرسة في السياسة الهادئة والمسؤولة
ليست الناه بنت مكناس من أولئك الذين يركضون خلف الكاميرات، ولا هي من الذين يبنون مجدهم على خلق العداوات. بل كانت دائمًا صاحبة حضور متزن، تمارس العمل العام دون صخب، وتقدم الأداء دون ادعاء.
لقد نجحت في:
قيادة حزب سياسي وطني بأسلوب تشاركي راقٍ.
إدارة وزارات سيادية بكفاءة وحكمة.
تمثيل موريتانيا دوليًا بشكل مشرّف.
الدفاع عن المرأة دون شعارات، بل بالفعل والعمل والمثال.
دفاعًا عن الحق.. وعن الرموز النظيفة
من الطبيعي أن تختلف الآراء في السياسة، لكن ما لا يمكن قبوله هو استهداف الشخصيات الوطنية النظيفة لمجرد أنها لا تُجيد المناورة أو النفاق السياسي. والناه بنت مكناس واحدة من أولئك الذين اختاروا طريقًا صعبًا: الهدوء، والاستقامة، والجدية.
ومَن يعرفها عن قرب، يدرك أنها امرأة مبدئية، لا تُغيّر مواقفها حسب الرياح، ولا تلهث وراء المناصب، بل تعتبر نفسها دومًا في خدمة بلدها من أي موقع.
و من واجبنا أن نقول الحقيقة في هذا الزمن الذي تختلط فيه الأمور، يصبح الدفاع عن الشرفاء واجبًا وطنيًا، وليس مجرّد موقف.
والناه بنت مكناس لا تحتاج لمن يدافع عنها من باب المجاملة، بل من باب الاعتراف بالحق، وإنصاف المسار النظيف.
ولأن البلاد تحتاج اليوم إلى من هم مثلها: أصحاب الخبرة، والهدوء، والنزاهة، فإن إقصاء أمثال الناه لا يخدم الوطن، بل يُفرّغه من توازنه السياسي والأخلاقي.
السيد ولد احمد