نص البيان:
إن البيان الذي أصدرت سفارة الجزائر بنواكشوط، على شكل بلاغ تضمنَ أوامر موجهة للسلطات الموريتانية، يعد واحدًا من أغبى البيانات في تاريخ الدبلوماسية، بل إنه أكثرها حماقة وصبيانية، ولكنه مع ذلك أشدها خطورة.
لقد كان البيان تدخلا سافرًا في شؤون موريتانيا، فكيف لسفارة أن تصدر الأوامر لوزارة خارجية البلد الذي يستضيفها، وتصدر التوجيهات والتعليمات، وتهاجم الصحافة الموريتانية وتتهمها بالفساد والرشوة والعمالة دون حتى أن تحترم السلطات المختصة في ضبط وتنظيم هذه الصحافة.
من الواضح أن الجزائر التي ظلت لعقود في قبضة جنرالات الجيش، لا تفهم أن موريتانيا متفوقة عليها فيما يتعلقُ بحرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الاخر وهي أشياء لا تُشترى وإنما تُكتسب، والموريتانيون كسبوها بنضال صحافتهم الطويل ضد القمع والتسلط والدكتاتورية والإيداع في السجون
إن محاولة السفارة الجزائرية التحكم في الصحافة الموريتانية واحتقارها واستعبادها لتخدم أجندتها السياسية مع كونها محاولة مضحكة ومثيرة للسخرية، إلا أنها تكشف وجهًا آخر من وجوه عمل هذه السفارة، يثير الخوف والقلق، ويستدعي منا أقصى درجات الحيطة والحذر.
إننا كموريتانيين نحترم الجزائر ونحب شعبها الطيب والأبي، لما يجمعنا من روابط الدم والقربى والتاريخ والمصير المشترك، إلا أن التاريخ حافل بالطعنات التي وجهت لنا من طرف حكامها وعسكرها، وتنظيماتها العابرة للصحراء.
إنَّ موقف موريتانيا من النزاع في الصحراء واضح وصريح، إنه الحياد الإيجابي والدفع بالأطراف نحو تسوية سلمية، تضمن لشعوب المنطقة الأمن والسلم والاستقرار، والانشغال بالتنمية وتحقيق الرفاه، هذا هو موقف موريتانيا ومن غير المقبول أن يحاول أي طرف أن يجرنا لخندقه.
ما قامت به السفارة الجزائرية هو محاولة واضحة لإقحام نواكشوط في صراعات وهمية، اليوم بدأت بالصحافة وغدًا قد تحاول مع مسؤولين وربما وزراء.
إنه تصرف يجب رفضه ووضع حد له حتى لا يتكرر.