أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم السبت بالمركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط، على افتتاح المؤتمر الدولي ال 36 للسيرة النبوية، المنظم هذه السنة تحت شعار “دور العلماء والمشايخ والقادة الدينيين في إصلاح ذات البين وتعزيز الروابط الإسلامية بين الشعوب والأمم – إفريقيا نموذجا”.
وسيتابع المشاركون في هذا المؤتمر، المنظم من طرف التجمع الثقافي الإسلامي بالتعاون والشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، على مدى يومين، جملة من المحاضرات والعروض ستتركز أساسا على محورين أساسيين، أولاهما يتعلق بالحلول الإسلامية للصراعات في ضوء الهدي النبوي، أما المحور الثاني فيتناول الصراعات في إفريقيا.. الأسباب والحلول.
وأوضح رئيس التجمع الثقافي الإسلامي، السيد محمد الحافظ النحوي، في كلمة بالمناسبة، أن مؤتمر السيرة النبوية الذي تشرف فخامة رئيس الجمهورية لحضوره عنوانه: محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباع هديه عليه الصلاة والسلام، والأصول العظيمة لديننا الحنيف، مشيرا إلى أن هذه المحبة من المقاصد الكبرى والأهداف السامية للمؤتمر.
وتوجه بالشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على إشرافه شخصيا، رغم مشاغله الجمة، على افتتاح أعمال هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن ذلك يعكس حرص سيادته على تشريف المؤتمر وضيوفه الوافدين من 55 بلدا من مختلف قارات العالم.
وقال إن المؤتمر في نسخته هذا العام يعالج قضايا كثيرة، مركزا على دور العلماء والمشايخ في إصلاح ذات البين بين المسلمين، لاسيما في نطاق وحيز البلدان الإسلامية الشقيقة التي تعاني من عدم الاستقرار، خصوصا منطقة الساحل وإفريقيا بصفة عامة، مشيرا إلى أن المؤتمر يعمل على المساهمة في أن تكون موريتانيا سببا وأداة في رأب الصدع وإصلاح ذات البين في هذه الدول.
أما معالي الشيخ الدكتور، محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فقد أوضح أن نسخة هذه السنة من مؤتمر السيرة النبوية كانت حافلة بمادتها النبوية الشريفة، حافلة برعايتها الرئاسية السامية، وبقاماتها العلمية الراسخة، وبتجلياتها العلمية حول السيرة العطرة للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن السيرة النبوية أضاءت العالم بهديها الكريم، وصاغت السلوك الإنساني بعبق من الخلق الرفيع، وبذلك فقد مثلت عنوانا جامعا للفضائل كلها، يشمل ذلك قيم الاعتدال في الأقوال والأعمال، ولاسيما السماحة والعفو.
وتوجه بالشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية على رعايته وحضوره الكريم، وحرصه على حسن وفادة وضيافة وفود علماء هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن متحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي يوجد مقره بالمدينة المنورة سيكون له، بمشيئة الله، نسخة متميزة في موريتانيا استجابة لرغبة رئيس الجمهورية، وتزامنا مع احتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية.
ومن جهته شكر السيد محمد عبد الملك انياس، ممثل الاتحاد الإسلامي الإفريقي، رئيس المؤتمر على دعوته لحضور الدورة ال 36 للمؤتمر الدولي السنوي للسنة النبوية، موضحا أن هذه الدعوة أتاحت له الفرصة للقاء شخصيات علمية وازنة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تربطها علاقات وطيدة بالطريقة التيجانية.
وقال إن هذا المؤتمر يركز في دورته الحالية على موضوع متميز يتعلق بالدور الذي يجب أن يلعبه العلماء والقادة الدينيين في إصلاح ذات البين وتعزيز الروابط الإسلامية بين الشعوب والأمم، انطلاقا من أخلاق النبي صل الله عليه وسلم ومنهجه القويم.
وتوالت بعد ذلك مداخلات الحضور من ضيوف المؤتمر، مشيدين بما ميز هذه النسخة من اهتمام رسمي تمثل في الاشراف المباشر لفخامة رئيس الجمهورية، ومبرزين الدور المحوري الهام الذي ما فتئت تضطلع به الجمهورية الإسلامية الموريتانية في هذا الصدد.
وقد وقف المشاركون في هذا المؤتمر لقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق بالمملكة المغربية، وضحايا الفيضانات والسيول بشرق ليبيا.
جرى حفل الافتتاح بحضور السيدة الأولى، الدكتورة مريم الداه، ومعالي الوزير الأول، محمد ولد بلال مسعود، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية، والوزير المستشار برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينه، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا.