مررنا بالمصلحة الطبية التابعة للجيش أخذنا حقنة وجرعة للوقاية من بعض الأمراض المنتشرة في تلك المنطقة الإستوائية .وكان علينا أن ناخذ عند نهاية كل أسبوع جرعة مماثلة.. السفر الى افريقيا الوسطى يحمل مجازفة مزدوجة ..الحمى الصفراء والايبولا والملاريا لذلك فلابد لنا من جرعات للوقاية أما الحماية من الرصاص الذي يشكل مصدر خطر اخر فذلك يتطلب خوذة ودرعا تضيق به الصدور ولا يمكن السماح لنا بالتحرك من دونه .. المبلغ المتواضع الذي تكرم به الجيش في ظل تجاهل من التلفزبون لم يكن مبلغ الاحلام الذي يتوق اليه صحافيون ذاهبون الى الجبهات شعرت أنني جندي يذهب الى الجبهة دفاعا عن الوطن ولا يمكنه أن يطلب غير الشهادة أو العودة سالما .. الطائرة الموريتانية المؤجرة لنقل كتيبة عائدة من الإجازة تجثم على أرضية المطار بينما ينتظم الجنود في صفوف طويلة عند بواباتها استعدادا للدخول ...تختلط عتمة الليل بجلبة المكان قبل أن يرن الموبايل لأسمع صوت الوالدة وهي تجهش بالدعوات كانت لحظات عصيبة ..أقلعت الطائرة...همست في اذن ضابط شاب يجلس بجواري ترى كيف قضيت فترة الخدمة الاولى في افريقيا الوسطى ...كنت امسك بطرف الخيط قبل أن تتسلل خيوط الفجر فتتولد المزيد من الأسئلة ... يتواصل
.