بانغي .و.شيء من مطار نواكشوط القديم .. ...قالت لي الموظفة .؟.انت من النيبال
الخروج من مناخ الى اخر يربك الاحساس ...يغير الريتم بيولوجيا ونفسيا..يشوش رؤية الأشياء منحولنا كأننا في انقلاب خريفي أن صح التعبير فقد ودعنا الصحراء في غرة سبتمبر عند نهاية موسم الخريف ودخلنا افريقيا الوسطى بخريفها الأزلي
..مع هبوط الطائرة تركنا التصورات والخيالات الافلاطونية ..هناك في السماء أما في الواقع وعلى الارض شيء آخر تراه العيون وتعافه النفوس المؤمنة كثير من الالم واللذة ...كثير من نيتشه ....يتجلى في فضاءات بانغي الحمراء...تقرأ في السحنات ظلما بينا ...تغتسل الارض كل يوم بماء طهور ...كأنها تفجر نهارا فجورا كثيرا ...مطار العاصمة بانغي ذكرني بمطار نواكشوط القديم لولا روائح البيرة وقنيناتها ولولا فتيات يحرصن في اختيار الملابس على الإثارة والسفور ..مكاتب الاستعلامات وقاعة الشرف غرف متواضعة بمقاعد اسمنتية وشرفات خشبية ...تهتز عند هبوط الطائرات واقلاعها ......تتمايل موظفة التحقق من الجوازات السمراء الممتلئة شحما ولحما على مقعد دوار وتطلب الأوراق ...تنظر في جواز سفري ثم تعيد النظر إلي ...تعتدل في جلستها ...وتسالني بلغة فرنسية ضعيفة انت من النيبال اهلا بيك ...عفوا انظري جواز السفر جيدا ...تبتسم وكأنها تريد أن تأكل شفتيها المضرجتين باحمر الشفاه ثم تقول اعتذر نظرت الى الصورة دون قراءة الاسم فرايت ملامح صديق من قوات النيبال العاملة لدينا ...ظننتك هو اي نعم استسمح سيدي ...فضول الصحافي يجعله ينبش دائما عن اشياء لا يراها غيره ..استدركت الحديث وانا انتظر الساحبة تفرز وصل الدخول وسألتها عن سبب ارتباكها ... فهمت أن العديد من قوات حفظ السلام في هذه الدولة..قد يذهبون في عملهم الى ماهو أبعد من الحفاظ على حياة الناس .....يتواصل