
قال وزير الدفاع السابق ومرشح الأغلبية محمد ولد الغزوانى إنه كان يرفض الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وكانت لديه قناعة بضرورة استمرار الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى السلطة، لكن الأخير رفض بشدة، وببيانه الأخير وضعنا أمام أمر الواقع.
وقال ولد الغزوانى للوزراء فى جلسة الوداع بالأمس " محمد ولد عبد العزيز تربطنى به علاقة عمرها أربعون سنة، خططنا فيها لكل المراحل، وتقاسمنا فيها وجهة النظر فى كل محطة، وقد دعمت حراك النواب الأخير وسعيت لمأمورية جديدة، ولكنه رفض وأصر على مغادرة الكرسى، ولم يترك لى من خيار سوى تحمل المسؤولية والترشح لمواصلة المشوار الذى بدأناه قبل عقود، وهو منهج مستمر مهما كانت الظروف وحسب
ماذكر المصدر فأنه بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء يوم أمس، و عقب الفراغ من الأمور الإدارية و قبل رفع الجلسة، توجه الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى الوزراء، و خاطبهم قائلاً: محمد لديه ما يقوله لكم و عندها بدأ ولد الغزواني الحديث لمدة أربعين دقيقة، حسب المصدر الذي أكد أنهم لم يتعوّدوا منه الإسهاب في حديثه في مجلس الوزراء قبل هذه المرة.. فقال مخاطباً الوزراء: “ كان بودي أن أخبركم أن صداقتي و هذا الرجل (يقصد ولد عبد العزيز) يبلغ عمرها اليوم تحديداً أربعين عاماً، قمنا فيها معاً بكل شيء، أشياء صالحة و أشياء فاسدة. و تقاسمنا فيها الحلو و المر، و العسر و اليسر”.. و أضاف “و كل ما قمنا به قمنا به معاًو و من بينها الانقلابات و ترشيحنا لسيدي ولد الشيخ عبد الله ثم الانقلاب عليه”، ثم قال “أما أنا فلم يكن لي طموح يوماً للسلطة و لا رغبة فيها، و كنت أنوي التقاعد و التفرغ لحياتي الخاصة، كما كنت أدعم المأمورية الثالثة و سعيت ليستمر ولد عبد العزيز في السلطة و لكنه هو من رفض ذلك رفضاً باتّا، و أصرّ على ترشحي مع أن أمنيتي كانت أن يتابع المشوار الذي بدأناه معاً، و الذي لم أجد بداً من متابعته ما دام مصرّاً على عدم الترشح”.
ثم أضاف “ما أطلبه منكم هو دعمي و مساعدتي في الأمور الإدارية التي ليست لي بها كبير خبرة، و البقاء على اتصال معي في هذا الشأن” و ألمح، حسب المصدر، إلى أن “الحكومة ستتغير بعد انتخابه غير أنهم قد يخدمون البلاد من مواقع أخرى”.
ثم ختم حديثه “هذا سيكون آخر مجلس وزراء أحضره معكم، لكنني سأبقى معكم على تواصل”.
و بعد انتهاء ولد الغزواني من حديثه للوزراء، توجه إليهم ولد عبد العزيز قائلا: ليس عندي ما أضيفه لما قاله لكم محمد، سوى أن أؤكد لكم عدم صحة الشائعات التي تقول إن البيان الأخير الذي إصدرته بتوقيف مبادرة المأمورية الثالثة كان انقلاباً، فليس هنالك من أجبر أحداً على شيء، و كل ما نقوم به نقوم به معاً.. و تأكدوا أنه لن تتغير إلا الوجوه أما التوجه فسيبقى كما كان.