استقالة نقيب الأطباء العامين الموريتانيين (بيان)

اثنين, 06/05/2019 - 02:04

بيان استقالة
إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لقد كان انتخابكم لى أول رئيسا لنقابة الاطباء العامين في موريتانيا وفي ظرف بالغ الصعوبة والتعقيد لقطاع حيوي
ينخر الفساد في كل مفاصله ويعامل فيه الطبيب العام أسوء معاملة ويعمل فيه في أقسى الظروف تكليفا تشرفت به رغم
.أني لست أجدركم بتمثيلكم و لا أحسن متحدث باسمكم
إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لقد رمت بي الاقدار في بداية مشواري المهني - كما هو حال معظمكم - في داخل البلاد للعمل في مراكز "غيرصحية"
لاتستجيب لى ابسط ظروف أو مقومات الخدمات الاستشفائية ومع ذلك كنت أقوم مثلكم بواجبي المهني على أكمل وجه، فقد
كنت على سبيل المثال لا الحصر أحجز مرضاي في عريش " امبار" متواضع أنقلهم بين الفينة والاخرى من وضعية إلى وضعية تبعا لحركة الرياح والشمس وهلم جرا
إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لقد تركت هذه التجربة القاسية أثرا عميقا في نفسي كإنسان قبل أن أكون طبيبا - وأعتقد أن هذه حال معظمكم - جعلني
أحس بحجم المسؤولية الملقاة على كواهلنا كجيل من الاطباء الشباب يتعين عليهم بل يجب عليهم تغيير هذا الوضع
.الكارثي وانتشال القطاع من الفوضى وسوء التسيير في بلد حباه الله بثروات طبيعية هائلة
 إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لقد عملت معكم وبكم على قيادة حراك نقابي كان الاقوى في تاريخ موريتانيا رغم ما جوبه به من وسائل الاغراء ورسائل
التهديد لكنه كان عصيا على ذلك لصدقه وتماسك بنيانه وعدالة مطالبه. فكنت أتجول بينكم أصرخ بينكم حامل مكبر
صوت تارة والفتة أوشعار تارة أخرى أستنهض هممكم وأحثكم على التضحية في سبيل قضيتكم. وفعلا فقد نجحتم
وأرغمتم أعلى سلطة في البلد على الاستماع لكم وخرجتم مرفوعي الرأس من حراككم بعد توقيع البروتوكول مع
.الوزارة
إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لقد نكثت الوزارة بوعدها كما هو ديدنها فأخرجتم أسلحتكم ولسان حالكم يقول وإن عدتم عدنا فطريق النضال طويل
.ومليء بالاشواك والمطبات لكنني على يقين من أنكم لا محالة ستنتصرون في نهاية المطاف
إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لم أؤمن يوما بفلسفة فرعون القائمة على " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلى سبيل الرشاد" بل على العكس من ذلك
أؤمن بتبادل الادوار وأعرف تمام المعرفة أن من بينكم من هو أكثر مني أهلية لقيادة المرحلة الثانية من حراك الكرامة،
لقد أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة للاستفادة من وقتي الخاص وانخرطت في التزامات سياسية لا أريد لها
.أن تؤثر على المسار المهني لقضيتنا
إخوتي وزملائ  الاطباء العامين
أستسمحكم في أن تقبلوا استقالتي من رئاسة المكتب التنفيذي لنقابتكم الموقرة و أتعهد أمامكم بوضع كامل خبرتي
.وتجربتي المتواضعة في تسيير النقابة وعلاقاتى الخاصة تحت تصرف المكتب التنفيذي الجديد
إخوتي وزملائي الاطباء العامين
لن أختم هذا البيان قبل أن أتقدم بجزيل الشكر وكامل العرفان لعموم الاطباء العامين وخصوصا أعضاء المكتب التنفيذي
واللجان المختلفة لما قاموا به من أدوار طالعئية في عملنا النقابي وأحيي فيهم روح الخالص والتفاني والتي لولاها لما
 تحقق المبتغى
اتمنى لكم التوفيق وسداد الخطى والسلام عليكم ورحمة الله
د. عبد  الله  ولد سعيد
النقيب السابق للاطباء العامين
05/05/2019