سيدي الرئيس،
بعد التحية والتقدير والتهنئة،
مساهمة مني في النقاش الدائر الآن على منصات التواصل الاجتماعي، والذي يحاول البعض فيه، التنبأ أوالتأثير على قراراتكم المنتظرة بشأن تشكيل حكومتكم المظفرة، بحول الله وقوته، ولفت الانتباه إلى أهم الملفات المقترحة؛ فإنه يسعدني أن أوجه إلى فخامتكم هذه السطور...
فخامة الرئيس،
كما هو معلوم، تستعد البلاد لتنصيبكم مطلع أغشت ـ بإذن الله ـ أي بعد حوالي ثلاثة أسابيع تقريبا، وهو حدث تاريخي، بكل المقاييس، يهنأ عليه الشعب الموريتاني وقيادته الحالية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزير؛ الذي أبى إلا أن يتوج ما قدم للبلاد في فترة وجيزة وظروف صعبة من إنجازات خالدة، بوضع قطار التناوب السلمي على سكته؛ رغم طبيعة المجتمع وتشبث الغلبية به؛ فله جزيل الشكر والتحية والتهنئة.
سيدي الرئيس،
رغم ما قيم به في العشرية الأخيرة من إنجازات لا تخطئها العين؛ فإن البلاد لا تزال تنتظر الكثير من العمل؛ كي يتحقق حجم طموحاتنا في وطن ينعم سكانه جميعا بحياة كريمة وتختفي فيه كل مظاهر البؤس والغبن والتهميش،
سيدي الرئيس،
كل أبناء موريتانيا يستحقون الثقة مبدئيا، فقط، ينبغي أن يكون التمييز في الاختيار بينهم؛ لتبوؤ المسؤوليات، على أساس النزاهة والكافاءة والقدرة على تنفيذ " تعهداتكم" دون أن يكون لهاجس المحاصصة الجهوية والشرائحية والفئوية والقبلية، أي تأثير على ذلك.
فخامة الرئيس؛
إن التعليم، كما هو مبين في برنامجكم" تعهداتي" هو الرافعة الحقيقية للتنمية، وهو إلى ذلك البلسم الشافي لكل الأمراض الاجتماعية من غبن وطبقية وشرائحية وغيرها؛ لذلك أرجو أن تكون مأموريتكم المباركة هذه مأمورية التعليم أولا، وأن تشرفوا فيها على إصلاح الاختلالات التي عانى منها هذا القطاع الحيوي ولا يزال!
وفي هذا الصدد، أقدم المقترحات الاستعجالية التالية:
أولا: إنشاء هيئة عليا(تتبع للرئاسة مباشرة) تضم بالإضافة إلى وزارة التهذيب، هيئات آباء التلاميذ ونقابات المدرسين، تعنى بإصلاح التلعيم ورسم سياساته، وعلى وجه الخصوص تشرف على:
ـ توزيع وسائل التلعيم(بما في ذلك المدرسين) بعدالة على جميع المؤسسات التعليمية،
ـ وضع معاييرشفافة للترقية والمصادقة على التعيين في الوظائف الفنية والتأطيرية،
ـ ضبط الخريطة المدرسية ووضع المعايير المناسبة لفتح أو غلق المؤسسات( ليس من المعقول أن تكون هناك مؤسسات تعاني من قلة التلاميذ وأخرى تعانى من شح في المدرسين)،
ـ هيكلة التعليم وتحديث مناهجه،
ـ اقتراح علاوات أشخاص التعليم ومكافآتهم،
ثانيا: زيادة رواتب المدرسين وعلاواتهم واستحداث علاوات جديدة كعلاوة الخطر خاصة بالميدانيين، حتى يحصل المدرس على دخل يستجيب لأعباء الحياة اليومية،
ثالثا: تحريم الجمع بين التدريس في المدارس العمومية والخصوصية،
رابعا: إعادة هيكلة المرحلة الأساسية، على النحو التالي:
1ـ استحداث حلقة تحضيرية تتبع للمدرسة الابتدائية العمومية، مدتها أربع سنوات، تستقبل الأطفال ما بين السن الرابعة والخامسة(سن التهجي)، تدرس القرآن الكريم، واللغات الوطنية، ومبادئ الحساب.
استحداث هذه الحلقة يهدف إلى:
ـ تمكين أطفال الطبقات الضعيفة(التي لا تتوفرعلى إمكانات الدراسة في المحاظر القرآنية) من التهيئة النفسية والمعرفية لدخول المدرسة النظامية، والاستفادة منها بشكل أكبر، مثل ما هو متاح لنظرائهم من الطبقات الأكثر حظوة،
ـ إيجاد فرص عمل دائمة لحفظة القرآن وخريجي المحاظر،
ـ زيادة اللحمة الوطنية، وذلك بتمكين الأطفال من التخاطب بلغاتنا الوطنية،
ـ الربط بين النظام المحظري والمدرسي، والاستفادة من خصائص كل منهما لتطوير الآخر.
2 ـ تقليص فترة الدراسة في المرحلة الأساسية إلى أربع سنوات فقط، تتوج بالحصول على شهادة ختم الدروس الابتدائية.
فخامة الرئيس،
تلك مجرد مقترحات استعجالية، اقتصرت فيها على ملف التعليم، نظرا لمحوريته في تطوير باقي الملفات، أرجو أن تفيد من سيقومون على تطبيق برنامجم الانتخابي في هذا القطاع.
وتقبلوا، فخامة الرئيس وافر التحية والتقيدر.
وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد.