
علمت للتو ببالغ الحزن والأسى برحيل العالم بن العالم العلم السيد محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عليهما من الله الرحمة والمغفرة والرضوان
عرفت الفقيد خلال إقامتي في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم حيث كنا نلتقي بشكل دائم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي كان يعمل مدرسا فيها خلال فترة دراستي.
وأذكر أنني حضرت نقاش أطروحته للدكتوراه التي كانت بعنوان تحقيق مراقي السعود إلى مراقي السعود لمؤلفه الشيخ محمد الأمين بن أحمد زيدان وكان نقاشا متميزا عكس قيمة الرجل العلمية الموروثة والمكتسبة وخلفيته الثقافية الشنقيطية.
توثقت صلتي بالشيخ الدكتور محمد المختار بعد ذلك حين أشرف على مذكرة تخرجي من الجامعة الإسلامية التي حملت عنوان:"قاعدةسد الذرائع وأثرها في الأحكام الشرعية"، ومازادني القرب منه إلا إعجابا بعلمه وسمته وخلقه، ومما أشهد له به المحافظة على الصلوات الخمس في الحرم النبوي الشريف والاجتهاد في حضورها رغم المشاغل والشواغل.
وبرحيل هذا السيد الفذ تكون الأمة الإسلامية قد فقدت رجلا عظيما من رجالها بث علوما كثيرة في صدور الرجال وفي الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.
نسأل الله جلت قدرته وتعالى عزه وتقدس مجده وكرمه أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته وأن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
و بهذه المناسبة الأليمة فإنني أتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة المرحوم وذويه ومحبيه في كافة بقاع المعمورة وأخص بالتعزية الشناقطة المقيمين في المدينة المنورة ونسأل الله أن يبارك في ذريته وأن يجعل صالح عمله كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين وإنا لله وإنا إليه راجعون
