لو أنني كنت مكان الرئيس الحالي؛ لقمت بالتصريح عن ممتلكاتي العميقة وإعادة المشبوه منها للخزينة العامة للدولة وأعتذرت للشعب؛ ثم قلصت راتبي إلى نصف قيمته؛ فثلاثة ملايين ونصف أوقية قديمة تكفي لمن لا يدفع إيجار السكن ولا يسدد الفواتير وتنقله مجاني. بعدها أفتح تحقيقا شفافا في خبايا الفساد طيلة عقود خلت؛ ومن ثبت تورطهم في نهب القليل من المال العام يعيدون جميع ما سرقوه إلى الخزينة العامة مع التشهير بهم في وسائل الإعلام وإبعادهم عن الوظائف الدسمة. أما من نهبوا أموالا ضخمة وخانوا الأجيال القادمة في تمرير اتفاقيات مشبوهة؛ فأقوم بتوزيعهم إلى الوجهات التالية حسب مجالهم:
- من أفسدوا في قطاعات المالية والاقتصاد والصفقات كبناء المنشآت الحكومية والطرق؛ يتم إلباسهم سراويل قصيرة للغاية دون قمصان وأحذية وتفريقهم في الطرق ذات الزحمة الشديدة من السابعة صباحا وحتى منتصف الليل وإعطائهم أواني معدنية لجمع الصدقات وما جنوه كل يوم يرد إلى الخزينة العامة.
- من أفسدوا في قطاع التوجيه الإسلامي والفتوى يتم نفيهم إلى أقليم التبت في الصين؛ مع تقديم توصية إلى الصين بمنعهم من تناول التمور والأضاحي؛ ومنعهم من قص الشوارب وإعفاء اللحى؛ وإلزامهم تعلم الصينية مع حفظ تعاليم كونفوشيوس .
- من أفسدوا في قطاع الخارجية والسفارات؛ يتم نفيهم إلى قرية أويمياكون في أقليم سيبريا حيث تصل درجات الحرارة إلى 72 تحت الصفر في الشتاء وإلى 18 في الصيف، مع إلزامهم بالاستحمام صباحا وممارسة رياضة الجري لمسافة 5 كلم.
- من أفسدوا في قطاع المعادن والطاقة؛ يساقون إلى صحراء قاحلة في أقصى الخريطة؛ محاطة بسياج ملغم بأنواع الحراسة وتزويدهم بآلات حفر وأجهزة تنقيب عن الذهب مع منعهم من تناول اللحوم والشاي والسجائر والأغطية وما يجنونه من الذهب يقومون بتنقيته بطرق بدائية بواسطة الزئبق، لتعاد قيمته إلى خزينة العامة.
- من أفسدوا في قطاع الزراعة يساقون لسهول روصو وشمامه لفلاحة الأرض واستصلاحها بأيديهم وما قطفوه بعد الحصاد يذهب للخزينة العامة، مع منعهم النوم تحت الناموسية ليأخذ الباعوض نصيبه من دمائهم، ومن تناول طعام غير الأرز المحلي والفاصوليا.
- من أفسدوا في قطاع التعليم؛ يساقون للأرياف النائية لمحو الأمية عن كبار السن مع إطعاهم الأرز الأبيض مع الفاصوليا وحسب؛ ثم إلزامهم ببناء المدارس ومرافقها بسواعدهم وعدم الاختلاط بالناس خارج الفصول..
- من أفسدوا في قطاع الصحة؛ الإداريون منهم يساقون إلى المقابر لتبنى لهم بيوت فيها وتكليفهم بحفر القبور وتغسيل الموتى. أما الأطباء منهم فيساقون إلى القرى البعيدة لتقديم الخدمات الصحية لسكانها مع منعهم من التدخين وشرب الشاي والقهوة وتناول اللحوم.
- من أفسدوا في قطاع التنمية الريفية والبيئة يتم إنشاء محميات لهم يرعون فيها المواشي مع منعهم من كافة أنواع الاتصالات؛ وتكليفهم بزرع الأشجار في الصحارى الجرداء وحفر نقاط المياه فيها.
- من أفسدوا في قطاع الصيد يتم بناء تجمعات لهم قرب الشواطئ المهجورة ومنحهم زوارق صغيرة وعائدات ما يجنونه يرد إلى للخزينة، مع منعهم من الأغطية الدافئة والسجائر والشاي والاستحمام بغير ماء البحر.
- من أفسدوا في قطاع العدالة وظلموا الأبرياء يساقون إلى سجن صلاح الدين؛ ليسجنوا هناك تحت حفر عميقة تحت الأرض؛ فلا يرون الشمس ولا تراهم.
- من أفسدوا في قطاعات السياحة والتراث والثقافة أو الرياضة يكلفون بتنظيف الشوارع والحمامات وتبنى لهم بيوت في مكبات القمامة يبيتون فيها بعد انتهاء دوامهم في المدن من السادسة صباحا وحتى منتصف الليل.
- من أفسدوا في قطاع الإعلام؛ يساقون إلى الصحراء بين ولاته وتشيت ثم تبنى لهم محمية مسيجة بالألغام المتلاصقة ليرمى لهم الماء والطعام من مروحية تأتيهم كل أسبوع، ثم يقطعون من كل أنواع الاتصالات ليقضوا بقية حياتهم في العزلة. ثم من عام إلى آخر ترمى لهم ورقة عليها عناوين مضغوطة للغاية لبعض الأحداث دون حديث عن التفاصيل حتى يقتلهم الفضول هناك.
- من أفسدوا في قطاع الجمارك؛ يتم ربطهم بأعمدة من الحديد عند المعابر الحدودية لا يفك قيدهم إلى للصلاة وتناول الطعام وقضاء حوائجهم البيولوجية.
هنا لعيون(العرگوب). الشتاء وصل والحمد لله. وبالحي ملعب تم بناؤه منذ سنوات طويلة ويبدو أن مقاوله ليس من متابعي المباريات؛ فقد قام بتبليط أرضيته بالحجارة الصغيرة(كردود لحمر)؛ فكان وبالا على أجسام اللاعبين فهجروه؛ لتزحف عليه الرمال ويتحول إلى أطلال شيدت على أنقاضها مرافق حكومية جديدة؛ دون تحقيق رجعي في الأموال التي ضاعت في بناء الملعب. هنالك ملعب جديد بني في الحي أيضا أرجو أن ينتبه مقاوله لأرضية الملعب ويتركها ترابا إن كان تبليطها بالعشب ليس ضمن تمويله حتى لا يقع في نفس الخطأ التكتيكي. هذا مثال من مشاريع ذاب تمويلها في النسيان دون أن تصل إلى الهدف الذي أقيمت منه أجله. من دون الفساد؛ سنتطور حتى من دون الحاجة إلى استغلال ثرواتنا الطبيعية.
.