ـ سلم فيه الصديق العزيز لصديقه مفتاح القصر وعهدة بيت المال ومركز القرار وسقطت ورقة التوت عن تلك الصداقة فعرتها ليتبين أنها كانت رغم طول مدتها هشة للغاية ..
- فيه ذهب الراعي عن كلاب كان يطعمها من جوع ويؤمنها من خوف وحين عاد لينظر أحمت له الحمى من بعد سفره نهشت بأنياب حداد حتى سقط التوت عن ولائها المزيف أصلا ..
- فيه بدأت حملة الإصلاح في الصحة واستبشر الناس خيرا بجلاء سحابة السموم وحين عرفوا أنها جعجعة بدون طحين وتصفية حسابات بين بارونات الدواء ومحاولة ربح صيدليات الدولة على حساب الخواص سقط التوت عن تلك الحملة التي لم تزد على انها صعبت على المواطن حصوله على تلك السموم التي كانت تخفف من اوجاعه قبل الموت ..
- فيه انتشى أهل التعليم بالعهد الذي عند صاحبه له معنا وفقروا أفواههم الفقير لتحسين حال قيل لهم انه قادم في الطريق ليعلموا أن حَطَّابَ المدينة لم يزد على أنه زاد الحطب وفرقه في كل قرية ومدينة ليزداد لهب نار حرمانهم إضراما في جسد التعليم المنهك بجرعات التخدير مايربو عن نصف قرن فسقطت عن وهم إصلاح التعليم ورقة التوت ..
- فيه أعلن عن أسماء المفسدين وكيفيات النهب وحددت المسروقات بأرقام أحصاها مفتشوا الجرائم الإقتصادية وأقرها قضاة محكمة الحسابات وسمع الناس من السارق وماهو منصبه وما الذي سرق ثم واصل السارق في منصبه وسرقته وزيادة مسروقاته دون حساب ولا عقاب فسقطت ورقة التوت عن العدالة في حق من أفسد ..
- فيه شكونا العجز والتبذير وصرف الأموال في غير محلها فوعدنا بالتغيير وأملناه لكن ذالك لم يبرح كونه تغير للعناوين الخاصة بالنهب ليبقي النهب على ماهو عليه فمليارات يشيد بها هذا الصرح أو ذاك كحجر أساس لمال سيقال بعد سنوات انه ضاع في مهب الريح فسقطت ورقة التوت وبدا ذالك الأمل مجرد الم لم يفارق ليعود.. إنه التاريخ بأبعاده وحروفه الخالدة خلود الذاكرة الجمعية في زمن التدوين وإحصاء الكبيرة والصغيرة من المواقف وتأثيراتها على الفاعل أو المنفعل على الأصح.