حبيب ولد أجاه ... الرجل الذي "يطارد" الرئيس السابق ولد عبد العزيز

جمعة, 29/05/2020 - 15:03

يتوجب على حبيب ولد اجاه رئيس لجنة التحقيق البرلمانية أن يجد حلا وسطا بين الشفافية و "التوسع في الاتهامات" أثناء عمله  على التدقيق في تسيير ولد عبد العزيز
قليل من الموريتانيين يعرفون النائب عن مقاطعة مونكل(ولاية كوركل) حبيب ولد الداه البالغ من العمر 67 سنة فقد عرف الرجل وفق موظف سامي من معارفه بالتحفظ و حتى 《الانطواء》 فهو ليس من أولئك الذين يحبون الأضواء و لا الخطابات الطويلة و بالتالي يعود حضوره في المشهد الوطني مؤخرا لتكليفه برئاسة لجنة التحقيق البرلمانية و التي مهمتها تسليط الضوء على تسيير ولد عبد العزيز خلال عشر سنوات من وجوده في السلطة .

شكلت اللجنة بعد طلب من الحزبين المعارضين  إتحاد قوى التقدم و تكتل القوى الديمقراطية ، و هو الطلب الذي وافق عليه في النهاية الحزب الحاكم الاتحاد من أجل الجمهورية مانحا رئاستها لرئيس فريقه البرلماني حبيب ولد اجاه .
يتوجب على اللجنة أن تقدم تقريرها نهاية شهر يونيو حول التجاوزات التي ستلاحظها في حسابات أو صفقات المؤسسات العمومية في ما يتعلق بالصيد ، المعادن ، الطرق ، الموانئ ، المطارات و الطاقة الشمسية.
رهانات مفتوحة 

هل ستذهب اللجنة في مسعاها حتى النهاية ؟ كثيرون يتساءلون إذا كان رئيسها ، المقرب من رئيس الدولة السابق و صديق زعيم البلاد الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ، سيمتلك الشجاعة للإدلاء برأي سلبي أو حتى متهم لولد عبد العزيز ! .
بالنظر  لطبيعة حبيب و  مساره المهني تبقى كل الاحتمالات مطروحة .
 ينحدر الرجل الستيني من منطقة نهر السنغال و ينتمي للقبيلة المحاربة أولاد عبدلل و التي تنتشر بين ولايتي كوركول و لبراكنه .
خاله الداه ولد سيدي هيبه ولد التيس كان رئيسا للجمعية الوطنية في عهد الرئيس السابق المختار ولد داداه .
درس حبيب القانون العام في مدينة أورليانز بفرنسا و بعد رجوعه للوطن وظف ما درسه في مجال المالية العمومية حيث عمل أمينا للصندوق (اتروزريي)بمدينة انواذيبو .
و قد أتاح  له القانون أيضا الإمكانية  للعمل في المنظمات المسؤولة عن تطوير نهر السنغال و رغم عمله كمحامي في ميدان  الأعمال التجارية فقد ظل مهتما بالسياسة حيث انتسب للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي و الذي ظل فيه حتى سقوط معاوية ولد الطايع 2005 ليلتحق حينها  بحزب اتحاد قوى التقدم(UFP) .
سيغير الرجل حزبه مرة أخرى في إطار الترحال السياسي الشائع داخل أوساط النخبة السياسية الموريتانية حيث سينتمي لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية المؤسس من طرف ولد عبد العزيز.  
《كان له نشاط قوي داخل الانقلاب الذي أسقط الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله و  》 وفق عضو في المعارضة .
تخلى حبيب النائب لثلاث ولايات عن ولد عبد العزيز بعد مغادرته للسلطة حيث كان على رأس 88 نائبا ، من أصل 102 هو عدد نواب حزب الاتحاد ، رفضوا تولي ولد عبد العزيز رئاسة الحزب و أعلنوا الولاء لغزواني.
و قد صرح حينها بما يلي 《ولد عبد العزيز سجل اسمه في تاريخ  البلد و قد حقق إنجازات كبيرة ما بين 2009 و 2019 و نحن ممتنون له على ذلك أما الآن فمحمد ولد الشيخ الغزواني هو الرئيس المنتخب و لديه برنامج و نحن ندعمه》
رجل مميز 
أي نوع من الرجال هو حبيب ولد اجاه ؟ 《جدي ،  منهجي》 حسب أحد زملائه في المكتب .
《هادئ و غير  عدواني بشكل يشبه إلى حد ما طبيعة غزواني و الذي هو صديق لحبيب منذ فترة طويلة من الزمن  كما أن ابنه هو الطبيب الشخصي للرئيس》 و فق أحد المتابعين للشأن السياسي  .
يصفه لوكرومو عبدول نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم بأنه شخص غير سيئ لكنه سيمشي في مهته حتى النهاية .
《حذر  و منهجي و لم يرغب في لجوء اللجنة لمكتب خبرة محلي حرصا على الموضوعية  》يضيف لوكورمو .
و قد تعاقدت اللجنة وفق مصادر جون آفريك مع المكتب الباريسي تايلور وسينغ .
يحظى حبيب أيضا بتقييم إيجابي من طرف جميل منصور الرئيس السابق لحزب تواصل ذو الخلفية الإسلامية فقد جمعهما  البرلمان طيلة سبع سنوات .
《رجل ثقة و حصيف يدير عمل اللجنة بشكل مريح و التي يمثل تشكيلها قرارا مهما في تاريخ البرلمان و يبقى التحقيق في تسيير ولد عبد العزيز طيلة عشر سنوات من وجوده في السلطة عملا غير سهل نظرا لبقاء بعض رموز نظامه في مناصبهم حتى الآن 》يعلق جميل منصور 
هل سيترك غزواني صديقه حبيب و اللجنة تتهم ولد عبد العزيز  ؟ 《الرئيس قال إنه سيتركها تؤدي عملها  لكن في دول العالم الثالث تبقى السلطة قادرة على توجيه العمل حتى لا يتخطى حدودا معينة》يجيب جميل .
أي حدود ؟ يرد جميل 《إذا قادت اللجنة عملها بشكل صحيح فإن أسماء عديدة ستوضع على الطاولة و عندها سيكون من الصعب الذهاب بعيدا في لوائح الاتهام مع أن ذلك يبقى على كل حال من اختصاص الجمعية الوطنية في جلسة علنية على ضوء التقرير الذي ستقدمه اللجنة ، هذه أول لجنة تحقيق لدينا و موريتانيا بحاجة إلى عملها 》.
قلب الطاولة أو التهدئة ؟
يتوجب على حبيب ولد اجاه أن يوفق من ناحية بين الرغبة الشعبية الجامحة في الشفافية و قلب الطاولة على جميع السياسيين و رجال الأعمال الذين استفادوا من التسهيلات محل الشبهة و من ناحية أخرى بين الرغبة الأكيدة لرئيس الدولة في تهدئة المناخ السياسي بموريتانيا و تجنب أي "توسع في الاتهامات" .
تحت رئاسة نيلسون مانديلا ، أنشأت جنوب أفريقيا لجنة الحقيقة والمصالحة في عام 1995 لإنهاء إرث الفصل العنصري (لابرتايد) .
غالبية الموريتانيين تفضل أن يصل عمل اللجنة للحقيقة و أن تكون هناك إدانات ، من جهة غزواني سيقترح بالتأكيد على حبيب أن لا يضر  بجو الهدوء  مما سيوجب على هذا الأخير أن يكون صارما و دبلوماسيا مع كثير من البركة ليوافق بين تلك الأمور المتناقضة .
نقلا عن مجلة جون آفريك
ترجمة موقع ريم آفريك