رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، البوم (الخميس) في قصر المؤتمرات بنواكشوط، أنه الشباب هو عماد الأمم وباني حضاراتها على مدى العصور، سواء كان ذلك في الماضي أو المستقبل؛ مبرزا، في خطاب القاه اليوم (الخميس) في قصر المؤتمرات بنواكشوط خلال إشرافه على إطلاق برنامج خاص لدعم التشغيل والتكوين والدمج المهني، أن تفعيل مساهمة الشباب في البناء تتطلب إعطاءه المكانة التي تليق به في التنمية ومساعدته على الولوج لمختلف المناصب والأماكن التي تمكنه من المساهمة الفاعلة في بناء الوطن.
وأضاف أنه يشاطر الشباب الذين تدخلوا خلال الحفل في أغلب المواضيع التي تطرقوا لها وفي الخلاصات التي توصلوا إليها وخاصة صعوبة ولوج الخريجين للعمل وصعوبة حصول الشباب على التمويلات التي تتلاءم مع مشاريعهم؛ مضيفا أن مشكلة البطالة في بلادنا ناتجة عن عدة عوامل متداخلة من ضمنها الفجوة الكبيرة بين مخرجات منظومتنا التعليمية ومتطلبات سوق العمل، وضعف القطاع الخاص، وتدني استفادتنا من التحول الرقمي، والنقص في فاعلية سياسات جلب الاستثمارات الخارجية، والنظرة الاجتماعية السلبية اتجاه بعض المهن.
وأعلن رئيس الجمهورية، بذات المناسبة، أنه قرر تخصيص 20 مليار أوقية قديمة في ميزانية الدولة سنويا وبشكل مستمر لتسريع وتيرة تكوين الشباب وتنمية مهاراتهم وتسهيل ولوجهم لسوق العمل ونفاذهم للتمويلات بطريقة دائمة؛ وكذا دفع منحة للخريجين الباحثين عن العمل خلال الأشهر الستة الأولى من تخرجهم ستساعدهم خلال هذه الفترة على البحث عن عمل، وتبلغ هذه المنحة 20 ألف أوقية قديمة بالنسبة لخريجي الجامعات و15 ألف أوقية قديمة بالنسبة لخريجي المعاهد.
وأوضح الرئيس ولد الشيخ الغزواني أن الشباب الذين تسربوا من المدرسة مبكرا أو الذين لم يذهبوا اليها مطلقا، سيخضعون لتكوينات تتناسب مع مستواهم تؤهلهم لولوج العمل، وذلك عبر مشروع سيطلق عليه "مشروع قابلية التشغيل" سيوفر تكوينا ل 60 ألف شاب بتمويل قدره 14 مليار أوقية قديمة.
وأضاف أن هذا المشروع سيقدم خدماته لصالح شباب الوطن عبر تدخله في 8 ولايات من ولاياتنا الداخلية؛ معلنا أنه قرر كذلك إعادة هيكلة المجلس الأعلى للشباب، وهي هيكلة ستمكن الشباب من أن يكون حاضرا في جميع الدوائر المعنية بقضاياه وممثلا في كافة الهيئات ذات الصلة بالبرامج والتدخلات المتعلقة بالشباب.
وقال إن هذه الهيكلة ستمنح الشباب صلاحيات أوسع في السياسات المتعلقة به لا تقتصر على الاستشارة فقط، مشيرا إلى أن هذه الهيكلة ستتيح للهيئة الجديدة أن تكون لها ممثليات في جميع الولايات.
وأكد للشباب أن العمل سيتواصل فيما يتعلق بالاستمرار قدر المستطاع في عمليات الاكتتاب وتوسيع التكوين المهني وجعله يتلاءم مع حاجيات السوق؛ مشيرا إلى أنه يود أن يذكر الشباب بأن السياسات العمومية مهما كانت نجاعتها لا تستطيع لوحدها حل مشكل البطالة، فالمشغل الأول في كل اقتصاديات العالم هو القطاع الخاص.
وهنأ رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين على ما أعلن عنه من مساهمة في مجال التشغيل، داعيا كافة الفاعلين في هذا المجال إلى زيادة إسهامهم في التكوين والتشغيل؛ مذكرا بأن التفكير في الحصول على فرصة عمل، يتطلب تكوين الشخص لنفسه وتطوير مهاراته وفق متطلبات السوق والتحرر من العقليات البائدة التي ترى أن هناك من المهن ما لا يليق.
وحث رييس الجمهورية وزارة التشغيل والتكوين المهني على منح عناية خاصة للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف البرامج والمشاريع التي تنفذها.