وأنتم تسيلون حبر أقلامكم وطقطقات لوحات هواتفكم بكثير من العنتريات احيانا والمزايدات على الموقف الموريتاني في حالات أكثر إزاء حادثة مالي التي راح ضحيتها ابناء من هذا البلد بشكل حزين ومرعب - أحزننا جميعا - عليهم رحمة الله .
تذكروا جيدا انه في انظمة رجال الدولة _ رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني نموذجا _ الذين خبروا الجندية والنياشين والثكنات والمكاتب ورابطوا في الخطوط الأمامية وفاء وإخلاصا وقناعة حتى التقاعد ، لا داعي للقلق على الحدود وتاريخ الجدود .
وانتم تتجاسرون على مهمات رجال الدولة الخلص تكشفون علنا سطحية مخاوفكم وتهافت حججكم ورطانة توقعاتكم فهل يعقل ان تكونوا اكثر حرصا على هذا البلد ومواطنيه من رجل طرزته النياشين كفاءة وخبرة وتجربة ، بدأ بقائد فيلق مرورا بمدير عام للأمن الوطني ، وقائدا عاما للجيوش ووزيرا للدفاع وانتهاء بنياشين صناديق الإقتراع - اصوات الشعب - رئيسا للجمهورية وسط اعتراف جميع منافسيه ..
غزواني الذي تعامل مع حادثة مقتل موريتانيين في مالي بحكمة بالغة ومهنية عالية وتحرك دبلوماسي ووطنية نادرة قدم لكم الفرق الشاسع بين رجل الدولة صاحب الهمة العالية ورجل الغوغاء الذي تتحكم فيه نرجسية مقيتة وانانية مفرطة فالأول للعهد عنده معناه وللقول عنده دلالة .
والأخير لاعبرة في مواقفه فهي مجرد مزاد علني يكسبها من يدفع أكثر .
مع غزواني ستعرفون ان البلاد تشهد تحولا كبيرا في كيفية التعاطي مع القضايا المصيرية والوطنية بعد عقود من الارتجالية والمزاج في القرارات الكبرى .
قفوا خلف هذا الرجل الوطني الإستثناء في تاريخ الأحكام الوطنية ، وسيروا معه نحو مزيد من تكريس السيادة والريادة والشموخ فالوطن يستحق علينا جميعا الوقوف في طابور الإصلاح وانجاز التعهدات الباقية مابقي هذا الوطن .