في أوقات الأزمات، يظهر القادة الذين يعرفون كيف يلتفون حول مواطنيهم ويقودونهم عبر العواصف، ومن هؤلاء القادة الذين تركوا بصماتهم بوضوح في تاريخ مقاطعة أركيز هو الوالي محمد أحمد مولود. عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم وأثرت على جميع مناحي الحياة، كان هذا الرجل الإداري المحنك والحاكم الذي يعرف كيف يتعامل مع التحديات الكبيرة، يضع نصب عينيه مصلحة المواطن أولا وأخيرا.
أركيز، التي كانت تحت وطأة آثار الانتخابات المحلية والوطنية وما تسببت فيه من تصدعات اجتماعية، كانت بحاجة إلى من يعيد لها روح التلاحم، ويقودها نحو شاطئ الأمان وسط هذه الأزمة العالمية. جاء محمد أحمد مولود في وقت حرج ليكون الأمل والمُرشد في الوقت ذاته.
لقد أثبت الوالي محمد أحمد مولود أنه ليس مجرد مسؤول إداري، بل هو قائد حقيقي. فإلى جانب مهاراته الإدارية المتميزة، كان يمتلك القدرة على التواصل المباشر مع المواطنين وفتح قنوات اتصال فعالة معهم. وفي ذروة الأزمة الصحية التي سببتها جائحة كورونا، وقف الوالي ليخاطب الجميع بلغة القيم والتلاحم الاجتماعي، مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع وأن الوحدة هي السبيل الوحيد للنجاة.
ولم يكن مجرد خطاب، بل كان عملاً دؤوباً بدأه بنفسه، حيث فتح باب التبرعات لجمع الدعم لمكافحة الجائحة. وبتوجيهه، نجحت الحملة في جمع حوالي 30 مليون أوقية نقداً، إضافة إلى 100 طن من المواد الغذائية التي تشمل الحبوب والتموينات الضرورية للمواطنين. هذا النجاح لم يكن ليحدث لولا التنسيق المباشر والمتابعة الدقيقة من الوالي، الذي فتح رقمه الشخصي أمام الجميع ليطمئنوا أن المساعدات تصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب
اليوم، وفي ظل تحديات جديدة تتمثل في الفيضانات التي تضرب مناطق الضفة، خاصة ولاية اترارزة، لا يزال الوالي محمد أحمد مولود يقدم نموذجاً يحتذى به في القيادة الميدانية. لقد أدرك أن الأزمات لا تتوقف، وأن استجابة القيادة يجب أن تكون مستمرة مهما تغيرت الظروف. لذلك، انطلق مجددًا على رأس العمليات لمساعدة المتضررين، وأثبت أن القائد الحقيقي هو الذي لا يتراجع عندما تشتد الأزمات، بل يواصل العمل بلا كلل من أجل حماية الأرواح وتخفيف الأضرار.
ما يميز الوالي محمد أحمد مولود ليس فقط كفاءته الإدارية، بل شخصيته الفريدة التي تتمتع بقدرة نادرة على العمل بروح الفريق وتوحيد الجهود من أجل مصلحة الجميع. لقد أظهر خلال جائحة كورونا وفترات الأزمات الأخرى أن القيم الإنسانية هي التي تحكم عمله، وأنه لا يكتفي بالكلمات بل يتبعها بالأفعال، ليكون دائماً في قلب الحدث وميدان العمل.
لقد أسهم بشكل كبير في تعزيز الثقة بين السلطات والمواطنين، حيث قدم نموذجاً للقيادة التي تركز على خدمة الناس أولاً، وتبني حلولا واقعية وملموسة للأزمات. وبفضل هذه القيادة الحكيمة، استطاعت مقاطعة أركيز ثم ولاية اترارزة أن تتجاوز العديد من الصعاب، معززة بالإرادة الجماعية التي قادها الوالي محمد أحمد مولود
إن الوالي محمد أحمد مولود هو حقاً أحد الشخصيات النادرة التي يجسد دور القيادة الحقيقية في أصعب الأوقات. في زمن الأزمات، عندما يكون التفاؤل في أدنى مستوياته، كان هو الأمل الذي لم ينطفئ. إن عمله الدؤوب، وتوجيهه الفعّال، وتفانيه في خدمة المواطنين تجعل منه رمزًا للإدارة الحكيمة والإنسانية التي يجب أن تقتدي بها الأجيال القادمة في مواجهة التحديات الكبيرة.