في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت ضمير العاصمة نواكشوط، تتساقط الكلمات خجلاً أمام وصف حادثة تقشعر لها الأبدان، وتدمع لها القلوب. فتاة جامعية بريئة، تعيش في حي شعبي يغرق في الفقر والنسيان، تتحول حياتها إلى كابوس في لحظة لا إنسانية لم تعرف للرحمة طريقاً.كانت الفتاة، الطموحة بمستقبل مشرق، في منزلها البسيط، تهتم بوالدها الشيخ العاجز الذي لا يقوى على الحراك. وحدتها كانت فرصة للذئاب البشرية التي لا تعرف شرفاً ولا حدوداً. دخلوا منزلها وكأنهم وحوش ضارية تبحث عن فريسة، ولم يكتفوا بالسرقة، بل انتهكوا جسدها وروحها بأبشع ما يمكن أن يفعله إنسان بإنسان آخر.حادثة كهذه ليست مجرد جريمة جنائية؛ إنها وصمة عار على جبين مجتمع بأكمله. كيف يمكن أن يصل بنا الحال إلى أن تتحول المنازل من أماكن أمان إلى مسارح للجرائم؟ كيف يسمح الجناة لأنفسهم بارتكاب هذا العمل البشع دون أن تردعهم قوانين صارمة، أو يخجلهم ضمير حي؟إن هذه الجريمة ليست استثناءً، بل هي نتيجة لثقافة العنف والاستهتار بحياة الناس وكرامتهم التي أصبحت تتفشى في مجتمعنا. لا يمكننا أن نظل صامتين بينما تغرق البلاد في موجة متزايدة من الجرائم الأخلاقية والانحطاط القيمي.لقد أثارت هذه الحادثة غضباً عارماً في الشارع الموريتاني، وخرجت أصوات تدعو للعدالة وتنادي بوضع حد لهذه الظاهرة المشينة. لا يكفي أن نشجب ونستنكر، بل يجب أن تكون هناك إجراءات جادة ومحاسبة صارمة. إن ترك مرتكبي هذه الجرائم دون عقاب حازم يُغري آخرين بارتكاب المزيد.ما يجب فعله هو حقا : تشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاغتصاب ، تعزيز الأمن في الأحياء الشعبية فالمناطق الفقيرة لا يجب أن تكون مستباحة، ويجب على السلطات تكثيف الدوريات الأمنية فيها. وكذا . التوعية المجتمعية و القيام بحملات تثقيفية شاملة تغرس في النفوس احترام كرامة الإنسان، خاصة المرأة التي أصبحت الضحية الأولى لهذه الجرائم. هذه الحادثة لا تتعلق فقط بالفتاة التي تعرضت للاغتصاب، بل هي اعتداء على قيمنا ومبادئنا الإنسانية. يجب أن نطالب جميعاً بعدالة صارمة لهذه الضحية التي لم تفقد شرفها، بل فقد المجرمون إنسانيتهم.على المجتمع أن يقف صفاً واحداً ضد هذه الجرائم، وأن يرسل رسالة واضحة: لن نقبل أن تتحول بلادنا إلى مسرح للرعب والاغتصاب. الكرامة ليست مجرد كلمة؛ إنها حق لكل إنسان.