التمكين للفشل وأزمة الخيارات في عزل الفاعلين /الأستاذ محمد أبنو التقي

سبت, 09/08/2025 - 20:41

التمكين للفشل وأزمة الخيارات في عزل الفاعلين...

لقد أعاد إلى الأذهان عزل الخبير الاقتصادي والسياسي النهضوي البارز أحمد ولد خطري ما يسميه المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي مصطلح " الدولة الفاشلة " ليست فقط تلك التي تعجز عن تقديم الخدمات، بل التي تفشل في حماية مواطنيها من الفقر والظلم وانهيار الكرامة، بينما تُمعن في تمكين الرداءة وتدوير الفشل، وتقصي الكفاءات، وتهمش الناجحين، وتكسر الفاعلين...

الراحل ولد بريد الليل رحمة الله عليه سبق الجميع إلى التحذير من هذه الحالة، فاختصر العبث بقوله : "ما يفسد الدولة ليس فقط الديكتاتور بل الموظف الكسول عديم الخيال الذي ينصب على رأس ما لا يحسن ويخنق الحلم باسم النظام..."

نرى هذا حين يُكافأ من أخفق في إدارة أي مرفق حيوي بالتعيين على آخر أكثر حساسية، وكأن الفشل صار جواز مرور وظيفي...

والأدهى أن من أظهروا كفاءة واستقلالية وغيرة حقيقية على الوطن، وتركوا إنجازات ناطقة بفاعليتهم، يُحاصرون بالتهميش، أو يُدفعون إلى الظل، فقط لأنهم لا يتقنون لغة الولاء للأشخاص قبل الوطن"همهم الوحيد هو الإنجاز... وذلك ما يُقلق المتنفذين الكسالى!

إننا لا نعيش فقط أزمة خدمات… بل أزمة خيارات، حيث يُقصى الأصلح، ويُكافأ الأضعف، في مشهد يعيد إنتاج الفشل، ويستنزف ما تبقى من أمل في مأمورية أنهت عامها الأول — والعام زمن طويل في عمر الدول، وأطول في مأموريات من خمس سنين.

فهل تنتبه السلطة لتعيد التوازن، وتفتش عمّن يخدم مشروعها في "طموحي للوطن" بفعالية بعد عام باهت مضى؟  
ومتى نكسر هذه الحلقة القاتلة، ونجعل النجاح هو المعيار الحقيقي للتمكين؟

الأستاذ محمد أبنو التقي الملقب (حكيم)