
اللغة العربية /القاضي ولد لاجور
ترسيخ اللغة العربية في الإدارة واجب سيادي يعادل في رمزيته حماية الحدود الوطنية، ويمثل ركناً أساسياً من أركان الاستقلال الثقافي والهوية الجامعة للدولة.
فاللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتخاطب، بل هي راية تُرفع بالكلمات، وحمايتها داخل مؤسسات الدولة هو حماية لسيادتها وصون لكرامة مواطنيها.
أهمية الحصرية في استخدام اللغة العربية وعلاقتها بالسيادة الوطنية:
تؤكد الدساتير والمواثيق الوطنية في معظم الدول العربية أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، وأحد أعمدة هويتها وسيادتها. فاللغة الرسمية ليست أداة تقنية للتواصل فحسب، بل هي تجسيد للاستقلال السياسي والثقافي، وأداة لممارسة السلطة داخل حدود الوطن.
إن الالتزام باستخدام العربية حصراً في المعاملات الإدارية والوثائق الرسمية يعزز وحدة الدولة، ويضمن حق المواطنين في التواصل مع مؤسساتهم بلغة واضحة ومفهومة، دون الحاجة إلى ترجمة أو وسيط، مما يحفظ دقة القرارات الإدارية ويحد من الالتباس.
أما إدخال اللغات الأجنبية إلى الإدارة الرسمية – باستثناء الحالات التي يجيزها القانون – فيُعد مساساً بالمظهر السيادي للدولة، وإضعافاً لحضور اللغة الرسمية في المجال العام، وفتحاً لباب التأثيرات الخارجية على أداء المؤسسات.