
هذه مساهمتي خلال الندوة الفكرية المنظمة من قبل المركز العربي الافريقي للاعلام و التنمية في 7 يونيو 2019 بفندق نواكشوط بخصوص الأولويات التي ينبغي وضعها في الحسبان بعد انتهاء الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة و بدء العهدة الرئاسية الجديدة :
• على الصعيد الأمني :
ـ الإسراع باتخاذ حزمة من التدابير و الإجراءات و تعبئة كل الوسائل من أجل المزيد من استتباب الأمن و السكينة و الطمأنينة على مستوى مدن و حواضر البلاد. ( مكافة العنف و اللصوصية والجريمة المنظمة و القضاء حسب الإمكان على عصابات الإجرام التي تروع المواطنين )
ـ الوقوف في وجه خطاب الكراهية أيا كان مصدره . و في وجه العنصرية و الدعوة الى التفرقة و العنف و الافتتان.
ـ العمل الممنهج على توطيد تأمين حدود البلاد . وضبط الهجرة و السيطرة عليها.
• على الصعيد السياسي
ـ الشروع في حوار سياسي بين مختلف الفرقاء المتواجدين على المسرح السياسي ( من خلال تنظيم أيام تشاورية على المستوى الوطني أو أي أسلوب آخر ـ يتم أخذ مخرجاتها بعين الاعتبار في التعاطي مع الشأن العام في البلاد.
ـ اتخاذ الإجراءات الضرورية من اجل تقنين و عقلنة قيا م الأحزاب السياسية و الحد من عددها ( مع ضرورة وجود مرجعية إيديولوجية تؤسس لعمل كل حزب سياسي و تميزه عن غيره)
ـ اعادة هيكلة القطاعات الوزارية على اسس العقلانية و الفعالية و النجاعة والمردودية.
ـ تفعيل الدبلوماسية الموريتانية من خلال اختيار الفاعلين الدبلوماسيين الأكفاء .
ـ إعادة تنظيم وتأهيل المجتمع المدني الوطني و اشراكه في تدبير الشأن العام و جعله شريكا حقيقيا في تسيير شؤون البلاد كما هو الشأن في سائر بلدان العالم.
ـ تفعيل دور الشركاء الاجتماعيين و الفاعلين غير الحكوميين في تدبير أمور البلاد.
ـ العمل الجاد على تقوية علاقات البلاد السياسية و الاقتصادية و الثقافية مع دول الجوار أولا ثم مع بقية دول العالم.
ـ اعتبار المؤهلات العلمية و التقنية و الكفاءات المهنية و الشيم الاخلاقية في اسناد المهام الجسيمة و الوظائف السامية في الدولة .
ـ تطبيق مبدأ المكافأة والعقوبة في ممارسة كل الأنشطة المتصلة بالحياة العامة.
• على الصعيد الاقتصادي
بعد توطيد و رسملة ما قد تم تحقيقه من إنجازات معتبرة طيلة العشرية المنصرمة يلزم :
ـ تبني سياسات تستهدف خلق قيمة مضافة في استغلال كل القطاعات المنتجة
( الفلاحة، الصيد البحري ، المعادن ....)
ـ العمل على الحصول على الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء .
ـ تشجيع التصدير في كل المجالات الاقتصادية.
ـ مراعاة المصلحة الوطنية العليا في قيام أية شراكة مع الجهات الأجنبية.
• على الصعيد الاجتماعي
ـ الشروع الفوري في اتخاذ كل التدابير و تسخير كل الوسائل الكفيلة بانتشال الطبقات الهشة و الفئات المغبونة من الوضعية الصعبة التي تعيش فيها وذلك من خلال تبني سياسة تمييز إيجابي ممنهج.
ـ السعي الدؤوب الى اجتثاث كل رواسب الاسترقاق في المدن والأرياف.
ـ اعتماد سياسة محكمة لمحو الامية الابجدية والحضارية على مستوى كل انحاء البلاد .
ـ تأمين التغذية والصحة الأولية وتوفير الماء الشروب لسكان مناطق الوطن النائية التي تعاني من العزلة.
• على الصعيد المعرفي
ـ القيام بإصلاح جذري لمنظومة البلاد التعليمية يشمل كل مراحل التعليم وذلك من أجل وظيفييته و تكييفه مع متطلبات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للبلاد.
( في هذا السياق ينبغي التنويه الى ضرورة اسناد مهمة إصلاح التعليم الى خبراء وأخصائيي و مهنيي التعليم من وطنيين وأجانب إذا اقتضى الحال.
• على الصعيد الثقافي و الفكري
ـ الاهتمام الكبير بالثقافة و العناية الكاملة بالفاعلين الثقافيين و منتجي الفنون والمعارف بمختلف أنواعها.
ـ اعادة النظر في هيكلة وزارة الثقافة و تحديد مهامها والمعايير الضروري توفرها في القائمين عليها.
ـ إنشاء و تفعيل المؤسسات الثقافية الضرورية لنهضة البلاد الفكرية و الحضارية .
( مسرح وطني ـ دار أبيرا ـ كونسرفاتوار ـ متاحف ـ اروقات لعرض الأعمال الفنية ـ دور نشر و مكتبات .....)
ـ تشجيع منتجي الثقافة ( الكتاب ـ الشعراء ـ الفنانون ـ المسرحيون ـ المممثلون ـ المطربون ...) و الاغداق عليهم و رعايتهم و تكريمهم.
ـ اعادة تأهيل و تنمية تراثنا المادي و اللامادي ( المخطوطات ـ التحف الأثرية ـ الخصائص المعمارية ـ منتوجات الصناعة التقليدية...)
طبعا للقيام بكل هذا العمل على الوجه الأكمل لا بد من تفعيل الادارة والارتقاء بمستوى أدائها . و لن يتأتى ذلك الا من خلال تقدير الكفاءات و احترام المواهب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.